التحدي بالسورة القصيرة أروع وأبلغ منه حين يكون بسورة مفصلة.
ج - لم يتناول القسم المكي في مادته التشريع والاحكام:
وقالوا: إن القسم المكي لم يتناول - فيما تناول من موضوعات - جانب التشريع من أحكام وأنظمة، بينما تناول القسم المدني هذا الجانب من التفصيل.
وهذا يعبر عن جانب آخر من التأثر بالبيئة والظروف الاجتماعية، حيث لم يكن مجتمع مكة مجتمعا متحضرا، ولم يكن قد انفتح على معارف أهل الكتاب وتشريعاتهم، على خلاف مجتمع المدينة الذي تأثر إلى حد بعيد بالثقافة والمعرفة للأديان السماوية كاليهودية والنصرانية.
وتناقش هذه الشبهة بالامرين التاليين أيضا:
اولا: إن القسم المكي لم يهمل جانب التشريع، وانما تناول أصوله العامة وجملة مقاصد الدين، كما جاء في قوله تعالى: (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون * ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده...) (1).
كما طرحت من خلاله مجمل النظريات والتصورات القرآنية حول الكون والحياة والمجتمع والانسان...
إضافة إلى أننا نجد في القسم المكي، وفي سورة الأنعام (2) بالخصوص مناقشة لكثير من تشريعات أهل الكتاب والتزاماتهم، وهذا يدل على معرفة القرآن الكريم بهذه التشريعات وغيرها مسبقا.