بأنها نحو من الصرفة (1)، حيث يمكن ان يكون قد وجدوا - نتيجة الانطلاق من هذا الوهم - أن القدرة على الاتيان بمثل القرآن الكريم متوفرة، ولكن عدم توفر أشخاص يأتون بمثل القرآن كان نتيجة لتدخل إلهي مباشر (صرفهم) عن المعارضة والمباراة.
ولكن هذا التفسير لظاهرة الاعجاز واضح البطلان إذا كانوا يريدون من توفر القدرة عند بعض الناس وجودها فعلا لديهم ولكن الله صرف أذهانهم عن ممارستها، وذلك:
1 - لان محاولة المعارضة قد وقعت من بعض الناس وانتهت إلى الفشل والخيبة، كما تحدثنا بذلك كثير من النصوص التأريخية وتدل عليها بعض الوقائع في العصر القريب من قبل بعض المبشرين.
2 - إن صرف الأذهان انما يفترض بعد نزول القرآن الكريم، وأما قبله فلا معنى للصرفة لعدم وجود القرآن، ولذلك ومن أجل التأكد من الاعجاز القرآني ليس علينا الا مقارنة القرآن بالنصوص العربية السابقة على وجوده وملاحظة مدى الامتيازات المتوفرة فيه دونها، بحيث لا يمكن مقايسته بهذه النصوص بل هو يفوقها كما عرفنا في بحث الاعجاز.
نعم إذا كان يريد القائلون بالصرفة أن الله سبحانه له القدرة على أن يهب إنسانا ما قدرة على الاتيان بمثل القرآن ولكنه لم يفعل فهذا لا يعني أن القرآن الكريم ليس بمعجزة، لان الهدف الرئيس من المعجزة دلالتها فلا بد ان تكون لها هذه الدلالة، وعنصر التحدي في مثل هذه المعجزة يكون موجودا ما دامت ليست