قال: " ما لكم والقياس، انما هلك من قبلكم بالقياس... ثم قال:
إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا به، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها (وأومأ بيده إلى فيه) ثم قال:
إن أبا حنيفة كان يقول: قال علي (عليه السلام) وقلت، وقالت الصحابة وقلت، ثم قال:
أكنت تجلس إليه؟ قلت: لا، ولكن هذا كلامه، فقلت: أصلحك الله، أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس بما يكتفون به في عهده؟ قال: نعم. وما يحتاجون إليه يوم القيامة. فقلت: فضاع من ذلك شئ؟ فقال لا هو عند أهله " (1).
معالم نظرية أهل البيت (عليهم السلام) في التفسير:
بعد أن عرفنا منطلقات أهل البيت (عليهم السلام) إلى القرآن الكريم وتفسيره، يحسن بنا أن نشير إلى معالم نظرية أهل البيت في التفسير، حيث يمكن أن نلخصها في المعالم الأربعة التالية:
الأول: الوحدة البيانية للقرآن:
النظر إلى القرآن الكريم كوحدة لفظية وكلامية متكاملة بحيث لا يمكن أن نفهم فقراته أو آياته إلا من خلال النظر إلى جميع أبعاد وجوانب هذه الوحدة اللفظية وكذلك إلى جميع فقراتها.
ويعتمد هذا الفهم للقرآن الكريم على رؤية علمية وواقعية مستنبطة من القرآن الكريم وطبيعة الظروف التي أحاطت بنزوله.