وقد ورد في روايات كثيرة عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) في تفسير " سابق بالخيرات " بالمعصوم (عليه السلام)، و " ظالم لنفسه " بمن لا يعرف الإمام، و " المقتصد " العارف بالإمام (1).
هذه التفسيرات شاهد واضح على ما اخترناه لتفسير الآية، وهو أنه لا مانع من كون هذه المجاميع الثلاثة ضمن ورثة الكتاب الإلهي.
ولا نحتاج إلى التذكير بأن تفسير الروايات أعلاه هو من قبيل بيان المصاديق الأوضح للآية، وهم الأئمة المعصومون، إذ هم الصف الأول، بينما العلماء والمفكرون وحماة الدين الآخرون في صفوف أخرى.
كذلك فإن التفسير الوارد في تلك الروايات للظالم والمقتصد، هو أيضا من قبيل بيان المصاديق، وإذا لاحظنا أن بعض الروايات تنفي شمول الآية للعلماء في مقصودها فإن ذلك في الحقيقة لإلفات النظر إلى وجود الإمام في مقدمة تلك الصفوف.
ومن الجدير بالذكر أن جمعا من المفسرين القدماء والمعاصرين احتملوا الكثير من الاحتمالات في تفسير هذه المجاميع، والتي هي في الحقيقة جميعا من قبيل بيان المصاديق (2).