العمل، ولكن إذا كان له سهم في إيجاد سنة، أو الإعانة والمساعدة أو الترغيب والتشجيع، فمن المسلم أنه يحسب من عمله ويكون شريكا ومساهما في ذلك العمل.
وأخيرا، في الجملة الثالثة من الآية، ترفع الستارة عن حقيقة أن إنذارات الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لها أثرها في القلوب المهيأة لذلك فقط، تقول الآية الكريمة: إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة.
فإن لم يكن خوف الله متمكنا من القلب، ولم يكن هناك إحساس بمراقبة قوة غيبية في السر أو العلن، ولم تنفع الصلاة التي تؤدي إلى إحياء القلب والتذكير بالله في تقوية ذلك الإحساس... فلن يكون لإنذارات الأنبياء أثر يذكر.
وحين لا يكون الإنسان قد اعتنق عقيدة ما ولم يؤمن، فلو لم تكن لديه روح البحث عن الحق، وإحساس بالمسؤولية تجاه معرفة الحقيقة، فلن يصغي لدعوة الأنبياء، ولن يتفكر في آيات الله في هذه الدنيا.
وفي الجملة الرابعة يعود مرة أخرى إلى حقيقة (إن الله غير محتاج لأحد) فتضيف: ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه.
وفي الختام ينبه في الجملة الخامسة إلى أن المحسنين والمسيئين إن لم ينالوا جزاء أعمالهم في الدنيا فليس لذلك أهمية ما دام المصير إلى الله وإلى الله المصير وبالتالي فإنه سيحاسب الجميع على أعمالهم.
* * *