وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاء وظلما وزورا [4] وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [5] قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما [6] وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا [7] أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا [8] انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا [9] تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجرى من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا [10]) *.
القراءة: قرأ أهل الكوفة غير عاصم: (نأكل منها) بالنون. والباقون: بالياء.
وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو بكر: (ويجعل لك) بالرفع. والباقون بالجزم.
الحجة: من قرأ (يأكل منها) بالياء: فإنه يعني به النبي صلى الله عليه وآله وسلم. ومن قرأ (نأكل منها): فكأنه أراد أنه تكون له المزية علينا في الفضل بأكلنا من جنته. ومن قرأ (ويجعل لك) بالجزم: عطف على موضع جعل، لأنه جزاء الشرط. قال الشاعر:
أنى سلكت فإنني لك كاشح * وعلى انتقاصك في الحياة، وأزدد (1) ومن رفع قطعه مما قبله، واستأنف.
الاعراب: قال الزجاج: التقدير جاؤوا بظلم وزور. فلما سقطت الباء أفضى الفعل فنصب الفعل. وأقول: إنه يجوز جاؤوا ظلما بمعنى أتوا ظلما. قال طرفة:
على غير ذنب جئته، غير أنني * نشدت فلم أغفل حمولة معبد (2) .