يكون فاعل الحسبان الذين كفروا، ويكون المفعول الثاني محذوفا، وتقديره: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم معجزين. ومن قرأ بالتاء، ففاعل تحسبن المخاطب.
المعنى: ثم أمر سبحانه بإقامة أمور الدين، فقال: (وأقيموا الصلاة) أي:
قوموا بأدائها وإتمامها في أوقاتها. (وآتوا الزكاة) المفروضة (وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) أي: لترحموا جزاء على ذلك، وتثابوا بالنعم الجزيلة. ثم قال:
(لا تحسبن) يا محمد، أو أيها السامع. (الذين كفروا معجزين) أي: سابقين فائتين (في الأرض). يقال: طلبته فأعجزني أي: فاتني وسبقني أي: لا يفوتونني. ومن قرأ بالياء فمعناه. لا يظنن الكافرون أنهم يفوتونني (ومأواهم النار) أي: مستقرهم ومصيرهم النار (ولبئس المصير) أي: بئس المستقر والمأوى. وإنما وصفها بذلك، وإن كانت حكمة وصوابا من فعل الله تعالى، لما ينال الصائر إليها من الشدائد، والآلام.
* (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم [58] وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم [59] والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم [60]) *.
القراءة: قرأ أهل الكوفة، غير حفص: (ثلاث عورات) بالنصب. والباقون بالرفع. في الشواذ عن الأعمش: (عورات) بفتح الواو. وقرأ أبو جعفر، وأبو عبد الله عليهما السلام: (يضعن من ثيابهن) وروي ذلك عن ابن عباس، وسعيد بن جبير.
الحجة: قال أبو علي: من رفع كان خبر المبتدأ محذوفا، كأنه قال: هذا