وصفوا بأحد الشيئين، زال الشياع، فساغ الوصف به لذلك.
ومن نصب (غير) احتمل ضربين أحدهما: أن يكون استثناء، والتقدير: لا يبدين زينتهن إلا للتابعين إلا ذا الإربة منهم، فإنهن لا يبدين زينتهن لمن كان منهم ذا إربة. والآخر: أن يكون حالا، والمعنى: أو الذين يتبعونهن عاجزين عنهن. وذو الحال ما في التابعين من الذكر. وقال: الوقف على يا أيها، وأيها بالألف، لأنها إنما أسقطت لسكونها، وسكون لام المعرفة. فإذا وقف عليها زال التقاء الساكنين، وظهرت الألف. فأما ضم الهاء في قراءة ابن عامر فلا يتجه، لأن آخر الاسم هو الياء الثانية من أي، فينبغي أن يكون المضموم آخر الاسم، ولو جاز أن يضم هذا من حيث كان مضموما إلى الكلمة، لجاز أن يضم الميم من اللهم، لأنه آخر الكلمة.
ووجه الإشكال والشبهة في ذلك أنه وجد هذا الحرف قد صار في بعض المواضع التي يدخل فيها بمنزلة ما هو من نفس الكلمة، نحو: مررت بهذا الرجل، وغلام هذه المرأة. فلما وجدها في أوائل المبهمة، كذلك جعلها في الآخر أيضا بمنزلة شئ من نفس الكلمة. واستجاز حذف الألف اللاحق للحرف، لما رآه قد حذف في قولهم:
هلم، فأجري عليه الإعراب لما كان كالشئ الذي من نفس الكلمة. فإن قلت: فإنه قد حرك الياء التي قبلها بالضم في (يا أيها الرجل) فإنه يجوز أن نقول: حركة أي في هذه المواضع كحركات الاتباع في نحو امرئ وامرؤ. فهذا وجه شبهته.
اللغة: أصل الغض: النقصان، يقال: غض من صوته، ومن بصره أي:
نقص. ومنه حديث عمرو بن العاص، لما مات عبد الرحمن بن عوف: هنيئا لك خرجت من الدنيا ببطنتك، لم تتغضغض منها بشئ. يقال: غضغضت الشئ فتغضغض: إذا نقص. والإربة: فعلة من الأرب كالمشية والجلسة. وفي الحديث:
أن رجلا اعترض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليسأله، فصاحوا به، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: " دعوا الرجل أرب ما له ". قال ابن الأعرابي: أي احتاج فسأل ما له. وقيل: معناه حاجة جاءت به فدعوه. وما: مزيدة، عن الأزهري (1).
الاعراب: (يغضوا من أبصارهم): مجزوم لأنه جواب شرط مقدر، والتقدير:
قل للمؤمنين غضوا من أبصاركم، فإنك إن تقل لهم يغضوا. ويجوز أن يكون مجزوما .