على رسول رب العالمين.
فقالوا: إن من طاف ملكوت السماوات والجنان في ليلة، ورجع كيف يحتاج إلى أن يهرب ويدخل الغار، ويأتي [إلى] المدينة من مكة في أحد عشر يوما؟ [قال] وإنما هو من الله إذا شاء أراكم القدرة لتعرفوا صدق أنبياء الله، وأوصيائهم وإذا شاء امتحنكم بما تكرهون لينظر كيف تعملون، وليظهر حجته (1) عليكم. (2) [حديث الثقفي، وشهادة الشجرة:] 83 - وقال علي بن محمد صلوات الله عليهما: وأما دعاؤه صلى الله عليه وآله الشجرة: فان رجلا من ثقيف كان أطب الناس يقال له: الحارث بن كلدة الثقفي، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد جئت لأداويك من جنونك، فقد داويت مجانين كثيرة فشفوا علي يدي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا حارث أنت تفعل أفعال المجانين، وتنسبني إلى الجنون؟!
قال الحارث: وماذا فعلته من أفعال المجانين؟
قال صلى الله عليه وآله: نسبتك إياي إلى الجنون من غير محنة منك ولا تجربة، ولا نظر في صدقي أو كذبي.
فقال الحارث: أوليس قد عرفت كذبك وجنونك بدعواك النبوة التي لا تقدر لها (3) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وقولك لا تقدر لها، فعل المجانين، لأنك لم تقل: لم قلت كذا؟ ولا طالبتني بحجة، فعجزت عنها.
فقال الحارث: صدقت أنا أمتحن أمرك بآية أطالبك بها، إن كنت نبيا فادع تلك الشجرة - وأشار لشجرة عظيمة بعيد عمقها - فان أتتك علمت أنك رسول الله وشهدت