ومولاة من كنت تواليه من محمد وعلي الطيبين (1) من آلهما الذين زعموا أنهم في الشدائد أنصارك، وفي الملمات أعوانك.
وذهب ما كنت تؤمل هباءا منثورا، وانكشف أحاديثهم لك، وأطماعهم إياك (2) من أعظم الغرور، وأبطل الأباطيل، وأنا الامام الذي كنت تدعي إليه، وصاحب الحق الذي كنت تدل عليه، وقد كنت باعتقاد إمامة غيري من قبل مغرورا فان أردت أن أخلصك من هؤلاء، وأذهب بك إلى بلاد نازحة (3)، وأجعلك هناك رئيسا سيدا فاسجد لي على خشبتك هذه سجدة معترف بأني أنا الملك لانقاذك، لأنقذك.
فغلب عليه الشقاء والخذلان، واعتقد قوله وسجد له، ثم قال: انقذني.
فقال له: إني برئ منك، إني أخاف الله رب العالمين.
وجعل يسخر ويطنز به، وتحير المصلوب، واضطرب عليه اعتقاده، ومات بأسوأ عاقبة، فذلك الذي أداه إلى هذا الخذلان. (4) قوله عز وجل: " ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد " 207.
364 - قال الإمام عليه السلام: (ومن الناس يشري نفسه) (5) يبيعها (ابتغاء مرضات