فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للابن: ما تقول؟ قال الابن: يا رسول الله مالي شئ مما قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إتق الله يا فتى، وأحسن إلى والدك المحسن إليك يحسن الله إليك، قال: لا شئ لي.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فنحن نعطيه عنك في هذا الشهر، فأعطه أنت فيما بعده وقال لأسامة: أعط الشيخ مائة درهم نفقة شهر لنفسه وعياله. ففعل.
فلما كان رأس الشهر جاء الشيخ والغلام، فقال الغلام: لا شئ لي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لك مال كثير، ولكنك تمسي اليوم وأنت فقير وقير؟؟؟، أفقر من أبيك هذا، لا شئ لك.
فانصرف الشاب، فإذا جيران أنابيره قد اجتمعوا عليه يقولون: حول هذه الأنابير عنا. فجاء إلى أنابيره، فإذا الحنطة والشعير والتمر والزبيب قد نتن جميعه، وفسد وهلك، وأخذوه بتحويل ذلك عن جوارهم، فاكترى اجراء بأموال كثيرة فحولوها وأخرجوها بعيدا عن المدينة.
ثم ذهب ليخرج إليهم الكراء من أكياسه التي فيها دراهمه ودنانيره فإذا هي [قد] طمست ومسخت حجارة، وأخذه الحمالون بالأجرة، فباع ما كان له من كسوة وفرش ودار وأعطاها في الكراء، وخرج من ذلك كله صفرا، ثم بقي فقيرا وقيرا (1) لا يهتدي إلى قوت يومه، فسقم لذلك جسده وضني (2).
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أيها العاقون للآباء والأمهات اعتبروا، واعلموا أنه كما طمس في الدنيا على أمواله فكذلك جعل بدل ما كان أعد له في الجنة من الدرجات معدا له في النار من الدركات (3).
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تعالى ذم اليهود بعبادة العجل من دون الله بعد