الله تعالى عما أصابهم (1).
ثم عفا عن مضر وقال: " اللهم افرج عنهم " فعاد إليهم الخصب والدعة والرفاهية.
فذلك قوله عز وجل فيهم يعدد (عليهم نعمه (2)):
(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف). (3) 288 - وقال أمير المؤمنين (4) عليه السلام: وأما الطمس لأموال قوم فرعون فقد كان مثله آية لمحمد صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، وذلك أن شيخا كبيرا جاء بابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله والشيخ يبكي ويقول:
يا رسول الله ابني هذا غذوته صغيرا، وصنته (5) طفلا عزيزا، وأعنته (6) بمالي كثيرا حتى [إذا] اشتد أزره، وقوي ظهره، وكثر ماله، وفنيت قوتي، وذهب مالي عليه وصرت من الضعف إلى ما ترى قعد (7) بي، فلا يواسيني بالقوت الممسك لرمقي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للشاب: ماذا تقول: قال يا رسول الله لا فضل معي عن قوتي وقوت عيالي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله للوالد: ماذا تقول؟ قال: يا رسول الله إن له أنابير (8) حنطة وشعير وتمر وزبيب، و [بدر] (9) الدراهم والدنانير وهو غني.