بعدي إلى يوم القيامة معرض (1) لجميع الاعداء والمخالفين، لا يقدر أحد منهم أبدا على معارضة سورة منه، وإن عصا موسى زالت ولم تبق بعده فتمتحن، كما يبقى القرآن فيمتحن.
ثم إني سأتيكم بما هو أعظم من عصا موسى عليه السلام وأعجب. فقالوا: فأتنا.
فقال: إن موسى كانت عصاه بيده يلقيها، فكانت القبط يقول كافرهم: هذا موسى يحتال في العصا بحيلة.
وإن الله سوف يقلب خشبا لمحمد ثعابين بحيث لا تمسها يد محمد ولا يحضرها إذا رجعتم إلى بيوتكم واجتمعتم الليلة في مجمعكم في ذلك البيت قلب الله تعالى جذوع سقوفكم كلها أفاعي، وهي أكثر من مائة جذع، فتتصدع (2) مرارات أربعة منكم فيموتون، ويغشى على الباقين منكم إلى غداة غد، فيأتيكم يهود فتخبرونهم بما رأيتم فلا يصدقونكم، فتعود بين أيديهم، وتملا أعينهم ثعابين كما كانت في بارحتكم، فيموت منهم جماعة، ويخبل (3) جماعة، ويغشى على أكثرهم.
قال الإمام عليه السلام: فوالذي بعثه بالحق نبيا لقد ضحك القوم [كلهم] بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله لا يحتشمونه ولا يهابونه، يقول بعضهم لبعض: انظروا ما ادعي؟ وكيف قد عدا طوره؟ (4) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن كنتم الآن تضحكون، فسوف تكبون وتتحيرون (5) إذا شاهدتم ما عنه تخبرون (6) ألا فمن هاله ذلك منكم، وخشي على نفسه أن يموت أو يخبل فليقل:
" اللهم بجاه محمد الذي اصطفيته، علي الذي ارتضيته، وأوليائهم الذين من