دائما في نعيم الآخرة فلم يشتروها، بل اشتروها بما أنفقوه في عداوة رسول الله صلى الله عليه وآله ليبقى لهم عزهم في الدنيا، ورياستهم على الجهال، وينالوا المحرمات، وأصابوا الفضولات من السفلة وصرفوهم عن سبيل الرشاد، ووقفوهم على طريق الضلالات.
ثم قال عز وجل: (أن يكفروا بما أنزل الله بغيا) أي بما أنزل على موسى عليه السلام من تصديق محمد صلى الله عليه وآله بغيا (أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده).
قال: وإنما كان كفرهم لبغيهم وحسدهم له لما أنزل الله من فضله عليه وهو القرآن الذي أبان فيه نبوته وأظهر به آيته ومعجزته.
ثم قال: (فباؤ بغضب على غضب) يعني رجعوا وعليهم الغضب من الله على غضب في أثر غضب، والغضب الأول حين كذبوا بعيسى بن مريم، والغضب الثاني حين كذبوا بمحمد صلى الله عليه وآله.
قال: والغضب الأول أن جعلهم قردة خاسئين، ولعنهم على لسان عيسى عليه السلام والغضب الثاني حين سلط الله عليهم سيوف محمد وآله وأصحابه وأمته حتى ذللهم بها فاما دخلوا في الاسلام طائعين، وإما أدوا الجزية صاغرين داخرين (1). (2) 273 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
من سئل عن علم فكتمه حيث يجب إظهاره، ويزول عنه التقية، جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النار. (3) 274 - وقال الإمام عليه السلام: دخل جابر بن عبد الله الأنصاري على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له أمير المؤمنين عليه السلام:
يا جابر قوام هذه الدنيا بأربعة: عالم يستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم