[له]، فكيف يكون هذا؟
(قال - موسى - أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) أنسب إلى الله تعالى ما لم يقل لي، وأن أكون من الجاهلين، أعارض أمر الله بقياسي على ما شاهدت، دافعا لقول الله عز وجل وأمره.
ثم قال موسى عليه السلام: أوليس ماء الرجل نطفة ميتة (1)، وماء المرأة كذلك، ميتان يلتقيان فيحدث الله تعالى من التقاء الميتين بشرا حيا سويا؟ أوليس بذوركم (2) التي تزرعونها في أرضيكم تتفسخ وتتعفن وهي ميتة، ثم يخرج الله منها هذه السنابل الحسنة البهيجة وهذه الأشجار الباسقة المونقة؟ فلما بهرهم موسى عليه السلام قالوا له: يا موسى (ادع لنا ربك يبين لنا ما هي) [أي] ما صفتها لنقف عليها.
فسأل موسى ربه عز وجل، فقال: (إنها بقرة لا فارض) كبيرة (ولا بكر) صغيرة [لم تغبط] (3) (عوان) وسط (بين ذلك) بين الفارض والبكر (فافعلوا ما تؤمرون) إذا أمرتم به.
(قالوا - يا موسى - ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها) أي لون هذه البقرة التي تريد أن تأمرنا بذبحها.