سترا، وأرادت التزويج به، فاشتد حسد ابني عمه الآخرين له [غيضا]، وغبطاه عليها لايثارها إياه (1) فعمدا إلى ابن عمهما المرضي، فأخذاه إلى دعوتهما، ثم قتلاه وحملاه إلى محلة تشتمل على أكثر قبيلة في بني إسرائيل، فألقياه بين أظهرهم ليلا.
فلما أصبحوا وجدوا القتيل هناك، فعرف حاله، فجاء ابنا عمه القاتلان له، فمزقا [ثيابهما] (2) على أنفسهما، وحثيا التراب على رؤوسهما، واستعديا عليهم، فأحضرهم موسى عليه السلام وسألهم، فأنكروا أن يكونوا قتلوه، أو علموا قاتله.
فقال: فحكم الله عز وجل على من فعل هذه الحادثة ما عرفتموه، فالتزموه.
فقالوا: يا موسى أي نفع في أيماننا [لنا] (3) إذا لم تدرأ عنا الغرامة الثقيلة؟ أم أي نفع في غرامتنا لنا إذا لم تدرأ عنا الايمان؟
فقال موسى عليه السلام: كل النفع في طاعة الله والايتمار لامره، والانتهاء عما نهى عنه.
فقالوا: يا نبي الله غرم ثقيل ولا جناية لنا، وأيمان غليظة ولا حق في رقابنا [لو] أن الله عرفنا قاتله بعينه، وكفانا مؤنته، فادع لنا ربك يبين لنا هذا القاتل لتنزل به ما يستحقه من العقاب، وينكشف أمره لذوي الألباب.
فقال موسى عليه السلام: إن الله عز وجل قد بين ما أحكم به في هذا، فليس لي أن أقترح عليه غير ما حكم، ولا أعترض عليه فيما أمر.
ألا ترون أنه لما حرم (4) العمل في يوم السبت، وحرم لحم الجمل لم يكن لنا