إذ جنني الليل بأبرق العزاف فناديت بأعلى صوت: أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه! فإذا هاتف يهتف:
ويحك عذ بالله ذي الجلال * والمجد والنعماء والافضال واقرء آيات من الأنفال * ووحد الله ولا تبالي قال: فذعرت ذعرا شديدا، فلما رجعت إلى نفسي قلت:
يا أيها الهاتف ما تقول * أرشد عتدك أم تضليل بين لنا هديت ما الحويل قال:
إن رسول الله ذو الخيرات * بيثرب يدعو إلى النجاة يأمر بالصوم وبالصلاة * ويزع الناس عن الهنات قال: فانبعثت راحلتي فقلت:
أرشدني رشدا هديت * لا جعت ولا عريت ولا برحت سيدا مقيت * وتؤثر على الخير الذي أتيت قال: فاتبعني وهو يقول:
صاحبك الله وسلم نفسكا * وبلغ الأهل وادي رحلكا آمن به أفلح ربي حقكا * وانصره أعز ربي نصركا قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عمرو بن أثال وأنا عامله