فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب فقال: كلوا. وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إياك والحلوب " فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا. فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: " والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة! أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم " رواه مسلم.
قولها " يستعذب ": أي يطلب الماء العذب وهو الطيب. و " العذق " بكسر العين وإسكان الذال المعجمة: هو الكباسة، وهي الغصن. و " المدية " بضم الميم وكسرها هي:
السكين. و " الحلوب ": ذات اللبن. والسؤال عن هذا النعيم سؤال تعديد النعم لا سؤال توبيخ وتعذيب، والله أعلم. وهذا الأنصاري الذي أتوه هو: أبو الهيثم بن التيهان رضي الله عنه، كذا جاء مبينا في رواية الترمذي وغيره.
498 وعن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان، وكان أميرا على البصرة، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها، وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا، والله لتملأن، أفعجبتم! ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاما، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا