فصل: في لفظ السيد: إعلم أن السيد يطلق على الذي يفوق قومه، ويرتفع قدره عليهم، ويطلق على الزعيم والفاضل، ويطلق على الحليم الذي لا يستفزه غضبه، ويطلق على الكريم، وعلى المالك وعلى الزوج، وقد جاءت أحاديث كثيرة بإطلاق سيد على أهل الفضل.
1095 - فمن ذلك ما رويناه في " صحيح البخاري " عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) صعد بالحسن بن علي رضي الله عنهما المنبر فقال: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله تعالى أن يصلح به بين فئتين من المسلمين ".
1096 - وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال للأنصار لما أقبل سعد بن معاذ رضي الله عنه: " قوموا إلى سيدكم " أو " خيركم " كذا في بعض الروايات " سيدكم أو خيركم " وفي بعضها " سيدكم " بغير شك.
1097 - وروينا في " صحيح مسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: " يا رسول الله أرأيت الرجل يجد مع امرأته رجلا أيقتله؟....
الحديث، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " انظروا إلى ما يقول سيدكم ".
1098 - وأما ما ورد في النهي، فما رويناه بالاسناد الصحيح في " سنن أبي داود " عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " لا تقولوا للمنافق سيد، فإنه إن يك سيدا فقد أسخطتم ربكم عز وجل ".
قلت: والجمع بين هذه الأحاديث أنه لا بأس بإطلاق فلان سيد، ويا سيدي، وشبه ذلك إذا كان المسود فاضلا خيرا، إما بعلم، وإما بصلاح، وإما بغير ذلك، وإن كان فاسقا، أو متهما في دينه، أو نحو ذلك، كره له أن يقال سيد. وقد روينا عن الإمام أبي سليمان الخطابي في " معالم السنن " في الجمع بينهما نحو ذلك.
فصل: يكره أن يقول المملوك لمالكه: ربي، بل يقول: سيدي، وإن شاء قال:
مولاي. ويكره للمالك أن يقول: عبدي وأمتي، ولكن يقول: فتاي وفتاتي أو غلامي.
1099 - روينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " لا يقل أحدكم: أطعم ربك، وضئ ربك، اسق ربك، وليقل: سيدي ومولاي، ولا يقل أحدكم: عبدي أمتي، وليقل: فتاي، وفتاتي وغلامي ".
وفي رواية لمسلم " ولا يقل أحدكم: ربي، وليقل: سيدي ومولاي ".