الأذكار النووية - يحيى بن شرف النووي - الصفحة ١٤٤
اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح في قبره ونور له فيه ".
قلت: قولها: " شق " هو بفتح الشين، و " بصره " برفع الراء فاعل شق، هكذا الرواية فيه باتفاق الحفاظ وأهل الضبط. قال صاحب الأفعال: يقال شق بصر الميت، وشق الميت بصره: إذا شخص.
423 - وروينا في سنن البيهقي بإسناد صحيح عن بكر بن عبد الله التابعي الجليل قال: إذا أغمضت الميت فقل: بسم الله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا حملته فقل:
بسم الله، ثم سبح ما دمت تحمله (1).
(باب ما يقال عند الميت) 424 - روينا في " صحيح مسلم " عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيرا، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ". قالت: فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات، قال: قولي: " اللهم اغفر لي وله، وأعقبني منه عقبى حسنة، فقلت ذلك، فأعقبني الله من هو خير لي منه: محمدا صلى الله عليه وسلم.
قلت: هكذا وقع في " صحيح مسلم "، وفي الترمذي: " إذا حضرتم المريض أو الميت " على الشك. وروينا في سنن أبي داود وغيره: " الميت " من غير شك.
425 - وروينا في سنن أبي داود، وابن ماجة، عن معقل بن يسار الصحابي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اقرؤوا يس على موتاكم ". قلت: إسناده ضعيف، فيه مجهولان، لكن لم يضعفه أبو داود (2).

(1) قال الحافظ بعد تخريجه: هذا حديث موقوف على بكر بن عبد الله، أخرجه عبد الرزاق والبيهقي. قال ابن علان في " شرح الأذكار ": قال المصنف في " المجموع ": لم أر لأصحابنا كلاما فيما يقال حال إغماضه، ويستحسن ما رواه البيهقي.
(2) قال ابن علان في " شرح الأذكار ": قال الحافظ: وأما الحاكم فتساهل في تصحيحه لكونه من فضائل الإعمال، وعلى هذا يحمل سكوت أبي داود والعلم عند الله. قال الحافظ: ووجدت لحديث معقل شاهدا عن صفوان بن عمرو عن المشيخة أنهم حضروا غضيف بن الحارث حين اشتد سوقه، فقال: هل فيكم أحد يقرأ يس؟ قال: فقرأها صالح بن شريح السكوني، فلما بلغ أربعين آية منها قبض، فكان المشيخة قولون: إذا قرئت عند الموت خفف عنه بها، هذا موقوف حسن الإسناد، وغضيف صحابي عند الجمهور، والمشيخة الذين نقل عنهم لم يسموا، لكنهم ما بين صحابي وتابعين كبير، ومثله لا يقال بالرأي، فله حكم الرفع. قال: وأخرج ابن أبي شيبة من طريق أبي الشعثاء جابر بن زيد، وهو من ثقات التابعين، أنه يقرأ عند الميت سورة الرعد، وسنده صحيح.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست