الأذكار النووية - يحيى بن شرف النووي - الصفحة ١٢٥
361 - قلت: وينبغي أن يؤذن أذان الصلاة، فقد روينا في " صحيح مسلم " عن سهيل بن أبي صالح أنه قال: أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا أو صاحب لنا، فناداه مناد من حائط (1) باسمه، وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا، فذكرت ذلك لأبي، فقال: لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك، ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة، فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الشيطان إذا نودي بالصلاة أدبر ".
(باب ما يقول إذا غلبه أمر) 362 - روينا في " صحيح مسلم " عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن القوي خير وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزن، وإن أصابك شئ فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل فإن " لو " تفتح عمل الشيطان ".
363 - وروينا في سنن أبي داود، عن عوف بن مالك رضي الله عنه، " أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين، فقال المقضي عليه لما أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل:
حسبي الله ونعم الوكيل " (3).
قلت: الكيس بفتح الكاف وإسكان الياء، ويطلق على معان: منها الرفق، فمعناه والله أعلم: عليك بالعمل في رفق بحيث تطيق الدوام عليه.
في " اليوم والليلة ". ومعنى " وفي كل خير " أن في كل من القوي والضعيف خير، لاشتراكهما في الإيمان، مع ما يأتي به الضعيف من العبادات.
(باب ما يقول إذا استصعب عليه أمر) 364 - روينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا " (4).

(١) الحائط: البستان من النخل إذا كان خائط أو جدار، وجمعه حوائط.
(٢) أي المؤمن الكامل الإيمان، أي البدن والنفس، الماضي للعزيمة، الذي يصلح للقيام بوظائف العبادات من الصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على ما يصيبه في ذلك، وغير ذلك مما يقوم به الدين وتنتهض به كلمة المسلمين.
(3) وهو حديث حسن.
(4) ورواه أيضا ابن حبان في صحيحه رقم (2427) موارد، وهو حديث صحيح.
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست