لأصحابنا فيما إذا قال في تحلله من الصلاة " عليكم السلام " هل يحصل به التحلل، أم لا؟ الأصح: أنه يحصل، ويحتمل أن يقال: إن هذا لا يستحق فيه جوابا بكل حال. 719 - لما رويناه في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما بالأسانيد الصحيحة (1) عن أبي جري الهجيمي الصحابي رضي الله عنه، واسمه جابر بن سليم (2)، وقيل سليم بن جابر، قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله، قال: " لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى " قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قلت: ويحتمل أن يكون هذا الحديث ورد في بيان الأحسن والأكمل، ولا يكون المراد أن هذا ليس بسلام، والله أعلم. وقد قال الإمام أبو حامد الغزالي في " الإحياء ":
يكره أن يقول ابتداء " عليكم السلام " لهذا الحديث، والمختار أنه يكره الابتداء بهذه الصيغة، فإن ابتدأ وجب الجواب لأنه سلام.
فصل: السنة أن المسلم يبدأ بالسلام قبل كل كلام، والأحاديث الصحيحة وعمل سلف الأمة وخلفها على وفق ذلك مشهورة، فهذا هو المعتمد في دليل الفصل.
720 - وأما الحديث الذي رويناه في كتاب الترمذي عن جابر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " السلام قبل الكلام " فهو حديث ضعيف، قال الترمذي: هذا حديث منكر.
721 - فصل: الابتداء بالسلام أفضل لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " البخاري " فينبغي لكل واحد من المتلاقين أن يحرص على أن يبتدئ بالسلام.
722 - وروينا في سنن أبي داود بإسناد جيد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام " وفي رواية الترمذي عن أبي أمامة: قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان، أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: " أولاهما بالله تعالى " قال الترمذي: حديث حسن.