وفي رواية: " بحمد الله ".
وفي رواية: " بالحمد فهو أقطع ".
وفي رواية: " كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم ".
وفي رواية: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم (1) فهو أقطع ".
روينا هذه الألفاظ كلها في كتاب " الأربعين " للحافظ عبد القادر الرهاوي، وهو حديث حسن، وقد روي موصولا كما ذكرنا، وروي مرسلا، ورواية الموصول جيدة الإسناد، وإذا روي الحديث موصولا ومرسلا، فالحكم للاتصال عند جمهور العلماء، لأنها زيادة ثقة، وهي مقبولة عند الجماهير، ومعي " ذي بال ": أي: له حال يهتم به، ومعنى أقطع:
أي ناقص قليل البركة، وأجذم: بمعناه، وهو بالذال المعجمة وبالجيم. قال العلماء:
فيستحب البداءة بالحمد لله لكل مصنف، ودارس، ومدرس، وخطيب، وخاطب، وبين يدي سائر الأمور المهمة. قال الشافعي رحمه الله: أحب أن يقدم المرء بين يدي خطبته وكل أمر طلبه: حمد الله تعالى، والثناء عليه سبحانه وتعالى، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[فصل]: إعلم أن الحمد مستحب في ابتداء كل أمر ذي بال كما سبق، كما يستحب بعد الفراغ من الطعام والشراب، والعطاس، وعند خطبة المرأة - وهو طلب زواجها - وكذا عند عقد النكاح، وبعد الخروج من الخلاء، وسيأتي بيان هذه المواضع في أبوابها بدلائلها، وتفريع مسائلها إن شاء الله تعالى، وقد سبق بيان ما يقال بعد الخروج من الخلاء في بابه، ويستحب في ابتداء الكتب المصنفة كما سبق، وكذا في ابتداء دروس المدرسين، وقراءة الطالبين، سواء قرأ حديثا أو فقها أو غيرهما، وأحسن العبارات في ذلك: الحمد لله رب العالمين.
[فصل]: حمد الله تعالى ركن في خطبة الجمعة وغيرها، لا يصح شئ منها إلا به، وأقل الواجب: الحمد لله، والأفضل أن يزيد من الثناء، وتفصيله معروف في كتب الفقه.
ويشترط كونها بالعربية.
[فصل]: يستحب أن يختم دعاءه بالحمد لله رب العالمين، وكذلك يبتدئه بالحمد لله، قال الله تعالى: (وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) [يونس: 10] وأما