[فصل]: إعلم أن آداب القارئ والقراءة لا يمكن استقصاؤها في أقل من مجلدات، ولكنا أردنا الإشارة إلى بعض مقاصدها المهمات بما ذكرناه من هذه الفصول المختصرات، وقد تقدم في الفصول السابقة في أول الكتاب شئ من آداب الذاكر والقارئ، وتقدم أيضا في أذكار الصلاة جمل من الآداب المتعلقة بالقراءة، وقد قدمنا الحوالة على كتاب " التبيان في آداب حملة القرآن " لمن أراد مزيدا، وبالله التوفيق، وهو حسبي ونعم الوكيل.
[فصل]: إعلم أن قراءة القرآن آكد الأذكار كما قدمنا، فينبغي المداومة عليها، فلا يخلي عنها يوما وليلة، ويحصل له أصل القراءة بقراءة الآيات القليلة.
320 - وقد روينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قرأ في يوم وليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ مائتي آية لم يحاجه القرآن يوم القيامة، ومن قرأ خمسمائة كتب له قنطار من الأجر " وفي رواية (1): " من قرأ أربعين آية " بدل " خمسين " وفي رواية " عشرين " وفي رواية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ عشر آيات لم يكتب من الغافلين " (2) وجاء في الباب أحاديث كثيرة بنحو هذا.
وروينا أحاديث كثيرة في قراءة سور في اليوم والليلة، منها: يس، وتبارك الملك، والواقعة، والدخان.
321 - فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ (يس) في يوم وليلة ابتغاء وجه الله غفر له " (3).
322 - وفي رواية له: " من قرأ سورة (الدخان) في ليلة أصبح مغفورا له " (4).