مخلصون في عبادته (كما قاله) المفسرون في (قول تعالى) (لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون) وليس المراد بالإسلام هنا معناه المتعارف (لا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين) أي عبادتنا منحصرة فيه سبحانه حال كوننا غير خالطين مع عبادته عبادة غيره (والمراد أنا لا نعبد غيره) لا على الانفراد ولا على الاشتراك (القيوم) الذي قام كل موجودا والقيم على كل شئ بمراعاة حاله وتبليغه درجة كماله (اهدني من عندك) يمكن أن يراد بالهداية هنا الدلالة الموصلة إلى المطلوب وأن يراد بها الدلالة على ما يوصل إلى المطلوب وهو الفوز بالجنة أو محو آثار العلائق الجسمانية ورفع أستار العوائق الهيولانية وقصر العقل والحسن على مطالعة أسرار الجلال وملاحظة أنوار الجمال (وقدرتك التي لا يمتنع (1) منها شئ) فيه إشارة إلى عدم صدق الشيئية على الممتنعات الذاتية ولا (تزغ قلبي) من الزيع وهو الميل عن طريق الحق والمراد لا تسلبني التوفيق للبقاء على
(٩١)