الملك العظيم إذا شرف شخصا بخدمته وجعله أهلا لمخاطبته فإن ذلك الشخص يعد ذلك من عظيم ألطاف ذلك الملك به وجزيل منته عليه فهو سبحانه لوفور كرمه جعل بعض نعمائه التي من بها علينا ووفقنا لها شكرا ومكافأة منا لبعض نعمائه الأخرى ومع ذلك قد وعدنا عليها ثوابا جزيلا في الآخرة فسبحانه سبحانه ما أعلا شأنه وأعظم امتنانه (ومن عد وقد استكلب علي) أي وثب علي وفيه تشبيه له بالكلب وربما يقال أن فيه إشارة إلى أن عداوته على الأمور الدنيوية فإن الدنيا جيفة وطالبوها كلاب (قبل سرابيل القطران) تلميح إلى قوله تعالى (وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران) والسرابيل جمع سربال وهو القميص (والقطران) بكسر الطاء عصارة شديدة النتن والحدة يطلى بها الجمل الأجرب فتحرق جربه لحدتها ومن شأنها أن تشتعل النار فيما يطلى بها بسرعة (روي) أنه يطلى بها جلود أهل النار إلى أن تصير لهم بمنزلة القمصان فيجتمع عليهم لدغها وحدتها مع احتراق النار نعوذ بالله من ذلك (وميتة سوية) بكسر الميم والمراد بالميتة السوية الموت بعد حصول الاستعداد لنزوله والتهيؤ لحلوله من تقديم التوبة وقضاء الفوائت والخروج من حقوق الناس المالية والعرضية وغيرها
(٢٦٦)