بعض مشايخنا إن هذه الفقرة إشارة إلى ما روي من أن المتوكل أراد الانتقاص بشأنه عليه السلام فركب إلى مكان عينه وأمر جميع الأمراء والأشراف من بني هاشم وغيرهم أن يمشوا قدامه وعن جانبيه ولا يركب أحد منهم قطعا وكان قصده بذلك احتقار شأنه عليه السلام وإنما أمر الجميع بالمشي لئلا يظن أن مقصوده (1) إنما هو (الإمام عليه السلام) وكان يوما شديد الحر (وكان عليه السلام) يتوكأ على عبيده على هذا تارة وعلى ذلك أخرى لما أصابه من التعب والعرق فرآه بعض أصحاب الخليفة على تلك الحالة فقال له إن هذا الحال ليس مختصا بك والخليفة لم يقصدك بذلك دون غيرك (فقال له الإمام عليه السلام) والله ما ناقة صالح بأعز مني عند الله تعالى (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) فلم تمض إلا ثلاثة أيام حتى قتل المتوكل في الليلة الرابعة وتشيع ذلك الرجل انتهى كلامه وأنت خبير بأن ما تضمنته تلك الفقرة من توسل الأعداء به عليه السلام في الدعاء لا تناسبه هذه القصة والذي يناسب ذلك أن يكونوا توسلوا به في الدعاء لبعض الأمور كنزول المطر مثلا فوقع ما دعا به فه في الحال كما جرى للرضا عليه السلام مع المأمون على ما أورده رئيس المحدثين في عيون الأخبار
(١٧٤)