(يتساءلون) أي يسأل بعضهم بعضا (حتى يقال هذا: خلق الله الخلق فمن خلق الله) قيل لفظ هذا مع عطف بيانه المحذوف وهو المقول مفعول يقال أقيم مقام الفاعل وخلق الله تفسير لهذا، أو بيان أو بدل، وقيل مبتدأ حذف خبره أي هذا القول أو قولك هذا خلق الله الخلق معلوم مشهور فمن خلق الله، والجملة أقيمت مقام فاعل يقال (فمن وجد من ذلك شيئا) إشارة إلى القول المذكور (فليقل آمنت بالله) وفي رواية للشيخين فليقل ((آمنت بالله ورسوله)).
قال النووي: معناه اعراض عن هذا الخاطر الباطل والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه انتهى. وقال القاري: أي آمنت بالذي قال الله ورسله من وصفه تعالى بالتوحيد والقدم.
وقوله سبحانه وإجماع الرسل هو الصدق والحق فماذا بعد الحق إلا الضلال قال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم.
(فذكر نحوه) أي نحو الحديث السابق (فإذا قالوا ذلك) أي ذلك القول يعني هذا خلق الله الخلق الخ (فقولوا) أي في رد هذه المقالة أو الوسوسة (الله أحد) الأحد هو الذي لا ثاني له في الذات ولا في الصفات (الله الصمد) أي المرجع في الحوائج المستغني عن كل أحد (ولم يكن له كفوا) أي مكافيا ومماثلا (أحد) اسم لم يكن (ثم ليتفل) بضم الفاء ويكسر أي ليبصق (ثلاثا) أي ليلق البزاق من الفم ثلاث مرات وهو عبارة عن كراهة الشئ والنفور عنه (وليستعذ من الشيطان) استعاذة طلب المعاونة على دفع الشيطان. قال المنذري: وأخرجه النسائي، وفي إسناده محمد بن إسحاق بن يسار وقد تقدم الكلام عليه وفي إسناده أيضا سلمة بن الفضل قاضي الري ولا يحتج به.
(عن عبد الله بن عميرة) بفتح العين وكسر الميم (في البطحاء) أي في المحصب وهو