الحمرة المذكورة وبه أخذ أبو حنيفة انتهى (وتصوبت النجوم) أي اجتمعت (ثم إنه) أي عبد الله بن عمر (ثم قال) ابن عمر (إذ جد به السير) أي اشتد قاله صاحب المحكم وقال عياض جد به السير أي أسرع. كذا قال وكأنه نسب الإسراع إلى السير توسعا كذا في الفتح. وقال ابن الأثير أي إذا اهتم به وأسرع فيه يقال جد يجد ويجد بالضم والكسر وجد به الأمر وجد فيه إذا اجتهد انتهى. ولفظ الموطأ إذا عجله السير. وفي رواية للبخاري إذا أعجله السير. وتعلق به من اشترط في الجمع الجد في السير، ورده الحافظ ابن عبد البر بأنه إنما حكى الحال التي رأى ولم يقل لا يجمع إلا أن يجد به فلا يعارض حديث معاذ قبله. وفي هذا الحديث دليل واضح على أن الجمع بينهما من ابن عمر كان بعد غروب الشفق وهذا هو الصحيح المشهور من فعله (رواه عاصم بن محمد عن أخيه) عمر بن محمد (عن سالم) وهذا التعليق وصله الدارقطني بإسناده إلى عاصم بن محمد عن أخيه عمر بن محمد عن نافع وعن سالم قال أتى عبد الله بن عمر خبر من صفية فأسرع السير ثم ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه وقال بعد أغاب الشفق بساعة (ورواه ابن أبي نجيح) هو عبد الله (عن إسماعيل بن عبد الرحمن ابن ذؤيب) أو ابن أبي ذؤيب الأسدي المدني وهذا التعليق وصله الطحاوي من طريق ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن إسماعيل بن أبي ذؤيب قال كنت مع ابن عمرو فيه فسار حتى ذهبت فحمة العشاء ورأينا بياض الأفق فنزل فصلى ثلاثا المغرب واثنتين العشاء الحديث (أن الجمع بينهما من ابن عمر كان بعد غيوب الشفق) الجمع من ابن عمر بعد غيوب الشفق هو الصحيح المشهور من فعله، وهكذا رواه عن عبد الله بن عمر خمسة من حفاظ أصحابه كأسلم مولى عمر وحديثه عند البخاري في الجهاد من طريق أسلم عن ابن عمر في هذه القصة حتى كان بعد غروب الشفق نزل فصلى المغرب والعشاء جمعا بينهما، وكعبد الله بن دينار وتقدم حديثه، وكإسماعيل بكر بن أبي ذؤيب وتقدم حديثه أيضا وكسالم بن عبد الله المدني وتقدم حديثه أيضا، ولفظ البخاري من طريق الزهري عن سالم عن نافع وفيه. " فقلت له الصلاة فقال سر حتى صار ميلين أو ثلاثة ثم نزل فصلى " الحديث، وكنافع مولى ابن عمر، وأما عبد الله بن واقد فخالفهم والعدد الكثير أولى
(٥٩)