الخيل (الشاء) جمع شاة (لمثل الزجاجة) أي كناية عن صفائها (عزاليها) بالعين المهملة ثم الزاي: جمع عزلاء وزن حمراء فم المزادة الأسفل والجمع العزالي بفتح اللام وكسرها، وقوله أرسلت السماء عزاليها إشارة إلى شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من أفواه المزادات، كذا في المصباح، قلت: عزلاء هو فم المزادة الأسفل فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من المزادة (ثم قال حوالينا) بفتح اللام والحوال والحول بمعنى الجانب، ففي رواية مسلم حولنا، وعند البخاري وأبي داود حوالينا تثنية حوال وكلاهما صحيح وهو ظرف يتعلق بمحذوف تقديره اللهم أنزل وأمطر حوالينا ولا تنزل علينا، والمراد به صرف المطر عن الأبنية والدور (ولا علينا) فيه بيان للمراد بقوله حوالينا لأنه يشمل الطرق التي حولهم فأراد إخراجها بقوله ولا علينا. قال الطيبي: في إدخال الواو هنا معنى لطيف وذلك لأنه لو أسقطها لكان مستسقيا للآكام وما معها فقط ودخول الواو يقتضي أن طلب المطر على المذكورات ليس مقصودا لعينه ولكن ليكون وقاية من أذى المطر فليست الواو محصلة للعطف ولكنها للتعليل، كقولهم تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، فإن الجوع ليس مقصودا لعينه ولكن ليكون مانعا من الرضاع بأجرة، إذ كانوا يكرهون ذلك آنفا. انتهى (يتصدع) أي ينقطع ويتفرق (كأنه إكليل) بكسر الهمزة، يريد أن الغيم تقشع واستدار في آفاقها، عند لأن الإكليل يجعل كالحلقة ويوضع على الرأس وهو شبه عصابة مزينة بالجوهر، كذا في النهاية، قال المنذري: وأخرجه البخاري مختصرا.
(عن أنس أنه سمعه يقول) قال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي.