أيضا هشام الدستوائي وشعبة عن قتادة ولم يذكروا القنوت) فكيف يذكر سعيد بن أبي عروبة هذا اللفظ عن قتادة. وهذا كله يدل على وهم عيسى. قلت: بل عيسى بن يونس نفسه لم يذكر هذه الزيادة في رواية إسحاق بن إبراهيم عن عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة وحديثه عند النسائي (وحديث زبيد رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجرير بن حازم) ورواية هؤلاء عند النسائي (كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت) فدل على أن ذكر القنوت من حديث زبيد ليس بمحفوظ (وليس هو) أي ذكر القنوت (بالمشهور) عند المحدثين (من حديث حفص) ابن غياث بل (نخاف أن يكون) هذا الوهم (عن حفص عن غير مسعر) فنسبه الراوي إلى مسعر (يروى) بصيغة المجهول (أن أبيا كان يقنت في النصف من رمضان) فكيف يترك أبي بن كعب ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم من قراءة القنوت في الوتر في باقي السنة. فهذا يدل أيضا على ضعف الحديث المذكور والله أعلم. قال المنذري: وذكر أبو داود عن بعضهم أنه رواه عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر القنوت ولا ذكر أبيا ولا جماعة رووه أيضا لم يذكروا القنوت إلا ما روي عن حفص بن غياث. قال أبو داود وليس هو بالمشهور من حديث حفص انتهى.
(عن محمد) هو ابن سيرين. قال المنذري: فيه رجل مجهول. وقال النووي: حديث ضعيف.