بصوت لغو مانع عن الاستماع، فيكون شبيها لقوله تعالى (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه) وقال ابن حجر المكي: فقد لغا، أي تكلم بما لا يشرع له أو عبث بما يظهر له صوت. قال المنذري: وأخرجه مسلم والترمذي وابن ماجة.
(فيرمون الناس بالترابيث أو الربائث) شك من الراوي. قال الخطابي: إنما هو الربائث جمع ربيثة وهي ما يعوق الإنسان عن الوجه الذي يتوجه إليه، وأما الترابيث فليست بشئ.
وقال في النهاية في حديث علي: إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها فيأخذون الناس بالربائث فيذكرونهم الحاجات أي ليربثوهم عمر بها عن الجمعة، يقال ربثته عن الأمر إذا حبسته وثبطته، والربائث جمع ربيثة وهي الأمر الذي يحبس الإنسان عن مهامه. وقد جاء في بعض الروايات يرمون الناس بالترابيث. قال الخطابي: وليس بشئ. قلت: يجوز إن صحت الرواية أن يكون جمع تربيثة وهي المرة الواحدة من التربيث، تقول: ربثته وهما قولان للشافعي. قال القاضي: قال مالك وأبو حنيفة والشافعي وعامة العلماء تربيثا وتربيثة واحدة مثل قدمته تقديما وتقديمة واحدة. انتهى (ويثبطونهم) أي يؤخرونهم (والنظر) أي إلى الامام (فأنصت) أي سكت (ولم يلغ) من اللغو (كان له كفلان) أي سهمان ونصيبان (فإن نأى) أي تباعد (كان له كفل) بالكسر، أي حظ ونصيب (لصاحبه صه) اسم فعل بمعنى اسكت (شئ) من الأجر.
قال النووي: الملائكة التي تستمعون الذكر هؤلاء الملائكة غير الحفظة وظيفتهم كتابة حاضري الجمعة. ومعنى فقد لغا، أي قال اللغو، وهو الكلام الملغى الساقط الباطل المردود،