عظيم، فصغر عنده محلي في الوقت وركلني برجله قال لي: مثلك بهذا الحال يطمع في ولاية خراسان وقود الجيش فقال له القواد: أيها الأمير أعف عنه واجعله في حل حتى تكون قد أكملت الصنيعة إليه، قال: قد فعلت.
وكان حمويه بعد ذلك يزور هذا المشهد وزوج ابنته من زيد بن محمد بن زيد العلوي بعد قتل أبيه (رض) بجرجان وحوله إلى قصره وسلم إليه من النعمة كل ذلك لما كان يعرفه من بركه هذا المشهد ولما خرج أبو الحسين محمد بن أحمد بن زيد العلوي وبايع له عشرون ألف رجل بنيسابور أخذه الخليفة بها وأنفذه إلى بخارا.
فدخل حمويه ورفع قيده، وقال لأمير خراسان: هؤلاء أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم جياع، فيجب أن تكفيهم حتى لا يخرجوا إلى طلب المعاش فأخرج له رسما في كل شهر وأطلق عنه ورده إلى نيسابور، فصار ذلك سببا لما جعل لأهل الشرف ببخارا من الرسم وذلك ببركة هذا المشهد على ساكنه السلام. (1) عنه قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الحاكم رضي الله عنه قال: سمعت أبا علي عامر بن عبد الله البيوردي الحاكم بمرو الروذ وكان من أصحاب الحديث، يقول، حضرت مشهد الرضا عليه السلام بطوس، فرأيت رجلا تركيا قد دخل القبة ووقف عند الرأس وجعل يبكى ويدعو بالتركية ويقول: يا رب إن كان ابني حيا فاجمع بيني وبينه، وإن كان ميتا، فاجعلني من خبره على علم و معرفة.
قال: وكنت أعرف اللغة التركية، فقلت له: أيها الرجل مالك؟ فقال كان لي ولد وكان معي في حرب إسحق آباد، ففقدته ولا أعرف خبره وله أم تديم البكاء عليه، فأنا ادعوا لله تعالى هيهنا في ذلك لأني سمعت أن الدعاء في هذا المشهد مستجاب قال: فرحمته وأخذته بيده وأخرجته لا ضيفه ذلك اليوم.