أربعة وعشرون وجها، وفي كل وجه الف لسان فقلت: حبيبي جبرئيل لم أراك في هذه الصورة قال: لست جبرئيل أنا محمود بعثني الله أن أزوج النور من النور قلت: من بمن بمن؟ قال:
فاطمة من علي، فلما ولى الملك إذا بين كتفيه مكتوب (محمد رسول الله على وصيه) فقلت مذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ قال: من قبل أن يخلق آدم باثنين وعشرين الف عام، يا علي فبينما أنا جالس إذ هبط الأمين جبرئيل ومعه من سنبل الجنة فتناولتها وأخذتها وشممتها فقلت: ما سبب هذا السنبل؟ قال: أبشر يا محمد فإن الله قد زوج عليا بفاطمة وأمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأشجارها وأثمارها وقصورها، وأمر ريحها فهبت بأنواع العطر والطيب والريحان وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة (طه ويس وطور سنين وحمعسق) ثم نادى مناد من تحت العرش ألا إن اليوم يوم وليمة علي بن أبي طالب، ألا إني أشهدكم إني قد زوجت فاطمة من علي صفوتي رضي مني بعضهما لبعض فأشهد على تزويجها أربعين الف ملك، وكان الولي الله، والخطيب جبرئيل، والمنادي ميكائيل، والداعي أسرا فيل، والناثر رضوان، والشهود الملائكة.
نصب الجليل لجبرئيل منبرا * وفي ظل طوبى من متون زبرجد شهد الملائكة الكرام وربهم * وكفى بهم وربهم من شهد وتناثرت طوبى عليهم لؤلؤا * وزمردا متتابعا لم يعقد وفي رواية كان الخطيب ملك يقال له راحيل خطب في البيت المعمور في جمع من أهل السماوات السبع فقال: الحمد الله الأول قبل أولية الأولين الباقي بعد فناء العالمين نحمده إذ جعلنا ملائكة روحانيين، وبربوبيته مذعنين، وله على ما أنعم علينا شاكرين حجبنا من الذنوب، وسترنا من العيوب، أسكننا في السماوات وقربنا إلى السرادقات وحجب عنا النهم للشهوات، وجعل نهمتنا وشهوتنا في تقديسه وتسبيحه، الباسط رحمته، الواصب نعمته، جل عن الحاد أهل الأرض من المشركين، وتعالى بعظمته عن أفك الملحدين.
اختار الملك الجبار صفوة كرمه وعبد عظمته لامته سيدة النساء بنت خيرة النبيين وسيد المرسلين فوصل حبله بحبل رجل من أهله المصدق دعوته المبادر إلى كلمته على الوصول بفاطمة البتول ابنة الرسول، ثم قال الله تبارك وتعالى: الحمد ردائي، والعظمة