أن يزين ويصلحن من شأنها قالت أم سلمة: فسألت فاطمة هل عندك طيب ادخرتيه لنفسك؟ قالت: نعم فأتت بقارورة فسألت عنها فقالت: كان دحية الكلبي يدخل على رسول الله فيقول لي: يا فاطمة هاتي الوسادة فاطرحيها لعمك فإذا نهض سقي من بين ثيابه شئ فيأمرني بجمعه فسأل رسول الله (ص) عن ذلك فقال: هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل، وأتت بماء ورد. قالت أم سلمة: فسألت عنه قالت: هذا عرق رسول الله كنت آخذه عند قيلولة النبي (ص).
ثم إن جبرئيل أتى بحلة قيمتها الدنيا فلما لبستها تحيرن نسوة قريش منها وقلن: من أين لك هذا؟ قالت: من عند الله فلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي ببغلته الشهباء، وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمان أن يقودها والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يسوقها فبينما هو في بعض الطريق إذ سمع النبي وجبة فإذا هو جبرئيل في سبعين الف ملك وميكائيل في سبعين الف ملك فقال النبي (ص): ما أهبطكم إلى الأرض قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى علي بن أبي طالب، فكبر جبرئيل، وكبر ميكائيل، وكبرت الملائكة وكبر النبي فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة. وكان النبي أمامها وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وحولها سبعون الف حوراء والملائك خلفها يسبحون الله ويقدسونه حتى طلع الفجر، وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها، وأمر النبي (ص) بنات عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة، ويفرحن ويرجزن، ويكبرن ويحمدن وأنشأت أم سلمة تقول:
سرن بعون الله جاراتي * وأشكرنه في كل حالات واذكرن ما أنعم رب العلي * من كشف مكروه وآفات فقد هدانا بعد كفر وقد * أنعشنا رب السماوات وسرن مع خير نساء الورى * تفدى بعمات وخالات يا بنت من فضله ذي العلى * بالوحي منه والرسالات ثم قالت عائشة:
يا نسوة استترن بالمعاجز * واذكرن ما يحسن في المحاضر واذكرن رب الناس إذ يخصنا * بدينه مع كل عبد شاكر والحمد لله على أفضاله * والشكر لله العزيز القادر