شجرة طوبى - الشيخ محمد مهدي الحائري - ج ٢ - الصفحة ٢٣٩
له: فارق صاحبتك زينب بنت محمد ونحن ننكحك أي امرأة شئت من قريش فقال: لا ها الله أذن لا أفارق صاحبتي، وما حب إن لي بها من قريش فكان رسول الله (ص) إذا ذكره يثني عليه خيرا في صهره ثم مشوا إلى الفاسق عتبة بن أبي لهب فقالوا له: أطلق ابنة محمد ونحن ننكحك أي امرأة شئت من قريش فقال: إن أنتم زوجتموني ابنة سعيد بن العاص فارقتها فزوجوه ابنة سعيد بن العاص ففارقها ولم يكن دخل بها فأخرجها الله من يد ذلك الفاسق كرامة لها وهوانا له، وأما زينب تزوج بها أبو العاص بن الربيع قبل البعثة بمقتضى أمر خديجة لأنها خالة أبي العاص وتحبه ثم بعد البعثة أسلمن بنات رسول الله (ص) وأسلمت زينب ولم يسلم أبو العاص إلى إن هاجر رسول الله (ص) إلى المدينة واتفقت غزاة بدر، وكان ممن حضر بدر من مشركي قريش أبو العاص زوج زينب.
فلما نصر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم على المشركين كان أبو العاص ممن أخذ أسيرا فأتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان مع الأسارى، فلما بعث أهل مكة في فداء أسرائهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بعلها بمال، وكان فيما بعثت به قلادة كانت لخديجة أدخلتها بها على أبي العاص ليلة زفافها عليه، فلما رآها رسول الله (ص) رق لها رقة شديدة وقال للمسلمين: إن رأيتم أن تطلقوا لابنتي زينب أسيرها وتردوه عليها ما بعثت به من الفداء فافعلوا فقالوا: نعم نفديك بأنفسنا وأموالنا فردوا عليها ما بعثت به وأطلقوا لها أبا العاص.
قال ابن أبي الحديد: قرأت على النقيب أبي جعفر يحيى بن أبي زيد العلوي البصري، وكان أستاده قال: قرأت هذا الخبر على النقيب فقال لي: أترى أبا بكر وعمر لم يشهدا هذا المشهد نعم قد شهدا أتقصر منزلة فاطمة عند رسول الله من منزلة زينب أختها وهي سيدة نساء العالمين لا والله ما تقصرا ما كان مقتضى التكرم والاحسان إن يطيبا قلب فاطمة بفدك ويستوهباه لها من المسلمين على سبيل الالتماس والاستدعاء لا التحكم ويقولان: يا معشر المسلمين هذه بنت نبيكم قد حضرت تطلب هذه النخيلات أفتطيبون عنها نفسا أترى المسلمين كانوا منعوها ذلك لا والله ما منعوها هذا إذا لم يثبت لها حق في فدك لا بالنخلة ولا بالإرث وإلا فمعلوم، ثم قال: إنهما لم يأتيا بحسن في شرع التكرم وأن كان ما أتياه حسنا في الدين، والحاصل فلما أطلق النبي (ص) أبا العاص
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المجلس الأول في مولد النبي (ص) الذي اهتزله الكون 208
2 المجلس الثاني في رضاع النبي (ص) والتي أرضعته 212
3 المجلس الثالث في مولد علي أمير المؤمنين علي عليه السلام بالكعبة 216
4 المجلس الرابع في فضل يوم الغدير وكونه من الأعياد الاسلامية 221
5 المجلس الخامس في بعثة النبي (ص) واصداعه بالرسالة 224
6 المجلس السادس في ما ورد على النبي (ص) من مشركي قريش 228
7 المجلس السابع في ذكر حالات وصفات خديجة أم البنين 232
8 المجلس الثامن في مبيت الإمام علي (ع) على فراش النبي ليلة الدباب 236
9 المجلس التاسع في ذكر حالات وصفات زينب بنت رسول الله (ص) 238
10 المجلس العاشر في وفاة رقية بنت رسول الله (ص) 242
11 المجلس الحادي عشر في ذكر ولادته وولادة الصديقة الزهراء فاطمة (ع) 244
12 المجلس الثاني عشر في ذكر زفاف الصديقة فاطمة عليها السلام 249
13 المجلس الثالث عشر في ولادة الامام الحسن السبط (ع) 255
14 المجلس الرابع عشر في ولادة الامام الحسين الشهيد عليه السلام 258
15 المجلس الخامس عشر في نزول سورة هل أتى على الانسان حين الخ 263
16 المجلس السادس عشر في بيع الامام علي (ع) الحديقة للأعرابي بدون عوض 267
17 المجلس السابع عشر في غزوة بدر الشهيرة في التاريخ الاسلامي 270
18 المجلس الثامن عشر في غزوة بدر المقدمة الذكر أيضا 273
19 المجلس التاسع عشر في غزوة أحد المعروفة في التاريخ 277
20 المجلس العشرون في فضائل حمزة بن عبد المطلب وشهادته 281
21 المجلس الحادي والعشرون في غزوة الأحزاب وبيان تفصيلها 287
22 المجلس الثاني والعشرون في غزوة خيبر وبيان تفصيلها 290
23 المجلس الثالث والعشرون في غزوة ذات السلاسل 293
24 المجلس الرابع والعشرون في فتح غزوة موتة وفضائل جعفر المنصوصة 297
25 المجلس الخامس والعشرون في فتح مكة المكرمة 301
26 المجلس السادس والعشرون في غزوة حنين وبيان تفصيلها 307
27 المجلس السابع والعشرون في غزوة تبوك وبيان تفصيلها 312
28 المجلس الثامن والعشرون في حرب الجمل المشهورة 317
29 المجلس التاسع والعشرون في شجاعة البطل الهاشمي محمد بن الحنفية (ع) 320
30 المجلس الثلاثون في صفات وحالات عائشة أم المؤمنين 322
31 المجلس الحادي والثلاثون في وقعة صفين ومعجزات الامام علي (ع) 325
32 المجلس الثاني والثلاثون في وقعة صفين وشجاعة الامام علي (ع) 328
33 المجلس الثالث والثلاثون في صفين وحالات مالك الأشتر النخعي 331
34 المجلس الرابع والثلاثون في صفين وحالات عمار بن ياسر 335
35 المجلس الخامس والثلاثون في صفين وليلة الهرير المعروفة 338
36 المجلس السادس والثلاثون في صفين وقصة الحكمين 342
37 المجلس السابع والثلاثون في قصة أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص 346
38 المجلس الثامن والثلاثون في وقعة الخوارج ورجوع الامام علي (ع) من صفين 349
39 المجلس التاسع والثلاثون في مواعظ النبي محمد صلى الله عليه وسلم لقومه وأصحابه 354
40 المجلس الأربعون في كرامات المؤمن التقي عند الله جل شأنه 357
41 المجلس الحادي والأربعون في ما أوحى إلى النبي عيسى روح الله (ع) 359
42 المجلس الثاني والأربعون في زيارة أهل القبور المستحبة المنصوصة 361
43 المجلس الثالث والأربعون في وصف المحشر وجهنم وهو لهما 364
44 المجلس الرابع والأربعون في المواعظ والحكم والاجتناب عن المعاصي 366
45 المجلس الخامس والأربعون في الأمهات الأربعة الآداب والعبادات والأماني والأدوية 368
46 المجلس السادس والأربعون في كيف أصبحت؟ وجواب الامام الحسين (ع) عليه 370
47 المجلس السابع والأربعون في بر الوالدين ووجوب إطاعتهما وحقوقهما وعقوقهما 371
48 المجلس الثامن والأربعون في ما ورد في فضل صلة الأرحام وعدم قطعهم 376
49 المجلس التاسع والأربعون في أن أولاد الزهراء فاطمة (ع) هم أولاد النبي بالنص 378
50 المجلس الخمسون في ما هو مكتوب ومسطور على أبواب الجنة والنار 382
51 المجلس الحادي والخمسون في شرائط واستجابة الدعاء تحت قبة سيد الشهداء 384
52 المجلس الثاني والخمسون في سؤال الامام الصادق (ع) عن بعض تلامذته 385
53 المجلس الثالث والخمسون في فضل العلم وفضيلة العلماء وسيرة الشيخ المفيد 387
54 خاتمة الكتاب وفيها مطالب شريفة ومقدمات نفيسة 392