على ثمرة النبوة، وزهرة فؤاد شفيع الأمة، وأم الأئمة، السيدة الرشيدة، المفقودة الكريمة، والمظلومة الشهيدة، صاحبة البلوى من غير فزع ولا شكوى، مريم الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها السلام على الطاهرة بالافعال، والمباركة بالأحوال الصديقة بالأقوال شقيقة مريم، وابنة محمد الأكرم المعظمة من كل شر والمعلومة بكل خير المنعوتة في الإنجيل، والموصوفة بالبر والتبجيل، درة صاحب الوحي والتنزيل، جدها الخليل، مادحها الجليل، خاطبها بأمر المولى جبرئيل، الحمد لله الذي أكمل نوره وأتم سروره وقال الله تعالى في كتابه العزيز: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته) فيا معشر السادة ويا فرقة الشيعة القادة أبشروا في هذا اليوم الشريف بالمواهب الإلهية والرغائب الرحمانية لولادة أم الأئمة النجباء، سيدة النساء، والبتولة العذراء، والإنسية الحوراء وشرف الأرض والسماء، فاطمة الزهراء عليها السلام، وبارك الله لكم هذه الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة في هذا العيد السعيد مع الرغيد كما بورك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة الأطهار الذين هم ورثة النبوة والحكمة وفضل الخطاب، وقد جعل الله شرق الأرض وغربها بغرة ناصيتها مستنيرة، وسكانها بأشعة جبينها مستضيئة فانظروا إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها واها لهذا العيش واها واها:
عقم النساء فما يلدن بمثلها * إن النساء بمثلها عقم عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (ع): كيف كانت ولادة فاطمة عليها السلام؟ فقال (ع): نعم إن خديجة لما تزوج بها رسول الله هجرتها نسوان مكة فلم يدخلن عليها ولا يسلمن عليها، ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمها حذرا على رسول الله، فلما حملت بفاطمة كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فدخل رسول الله يوما وسمع خديجة تحدث فاطمة فقال لها: يا خديجة لمن تحدثين قالت: الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني قال: يا خديجة هذا جبرئيل يخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وإن الله سيجعل نسلي منها، وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاء في أرضه بعد انقضاء وحيه فلم تزل خديجة على ذلك إلى أن حضرت ولادتها فوجهت إلى نساء قريش وبني هاشم لتلين من أمرها ما تلي النساء من النساء فأرسلن إليها أنت عصيتنا ولم تقبلي