تعادوا على جموع ابن هند * بأسيافهم جهرة ينحر افترقوا عليه بأربع فرق فرقة بالسيوف الخ.
لله مرتضع لم يرتضع أبدا * من ثدي أنثى ومن طه مراضعه يعطيه إبهامه آنا فآونة * لسانه فاستوت منه طبايعه سر به خصه باريه إذ جمعت * وأودعت فيه عن أمر ودائعه غرس سقاه رسول الله نبعته * وطاب من بعد طيب الأصل فارعه عن أبي عبد الله الصادق (ع) أقبل جيران أم أيمن إلى رسول الله (ص) فقالوا:
يا رسول الله إن أم أيمن لم تنم البارحة من البكاء ولم تزل تبكي حتى أصبحت فبعث رسول الله إلى أم أيمن فجائته فقال لها: يا أم أيمن لا أبكي الله عينيك أن جيرانك أتوني وأخبروني إنك لم تزل تبكين حتى أصبحت ما الذي أبكاك قالت: يا رسول الله رأيت رؤيا عظيمة شديدة فقال: قصيها علي فإن الله ورسوله أعلم فقالت تعظم على أن أتكلم بها فقال لها: إن الرؤيا ليست على ما ترى فقصيها قالت: رأيت ليلتي هذه كان بعض أعضائك ملقى في بيتي فقال لها رسول الله (ص): نامت عيناك يا أم أيمن تلد فاطمة الحسين فتربينه فيكون بعض أعضائي في بيتك.
فلما ولدت فاطمة (ع) الحسين قالت صفية بنت عبد المطلب: لما سقط الحسين (ع) من بطن أمه وكنت قد وليته قال النبي (ص): يا عمة هلمي إلى ابنتي فقلت: يا رسول الله أنا لم ننظفه بعد فقال: يا عمة أنت تنظفينه إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهره فدفعته وهو في خرقة بيضاء فأذن في إذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى ووضع لسانه في فيه واقبل الحسين يمصه قالت: فما كنت أحسب رسول الله (ص) يغذوه إلا لبنا أو عسلا قالت: فبال الحسين (ع) عليه فقبل النبي بين عينيه ثم دفعه إلي وهو يبكي ويقول: لعن الله قوما هم قاتلوك يا بني يقولها ثلاثا قالت: فقلت: فداك أبي وأمي ومن يقتله؟
قال تقتله بقية فئة الباغية من بني أمية. فلما كان اليوم السابع عق رسول الله (ص) عنه كبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا ثم حلق رأسه وتصدق بوزن شعره فضة وترك له ذوابتين في وسط الرأس وأمر أن يثقب في الاذن اليمنى في شحمة الأذن، وفي اليسرى في أعلا الاذن فالقرط في اليمنى والشنف في اليسرى قالت أم أيمن: فأخذت الصبي وهيأته ولففته في بردة ثم أقبلت به إلى رسول الله (ص) فقالا مرحبا بالحامل