ما أمرني بانشاد الخطبة وقال: تكلم خطيبا لنفسك فخطب علي (ع) بخطبة ثم قال: هذا رسول الله (ص) زوجني أبنته فاطمة على خمسمائة درهم وقد رضيت فاسألوه وأشهدوا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن، وقد رضيت بما رضي الله لها فدونك أهلك فإنك أحق بها مني، فنعم الأخ أنت، ونعم الختن أنت ونعم الصاحب أنت، وكفاك برضى الله رضا فخر علي (ع) ساجدا شكرا لله وهو يقول: رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي الآية قال (ع): ثم أتاني وأخذ بيدي فقال: قم وقل بسم الله وعلى بركة الله وما شاء الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله، ثم جاء بي حتى أقعدني عندها، وقال: اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما وبارك في ذريتهما وأجعل عليهما منك حافظا وإني أعيذهما بك، وذريتهما من الشيطان الرجيم ثم أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطبق بسر، وأمر بنهبه ودخل حجرة النساء وأمر بضرب الدف قال علي (ع): فأقمت بعد ذلك شهرا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرجع إلى منزلي ولا أذكر شيئا من أمر فاطمة عليها السلام ثم قلن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا نطلب لك من رسول الله دخل فاطمة عليك فقلت: أفعلن فدخلن عليه فقالت أم أيمن:
يا رسول الله لو إن خديجة باقية لقرت عينها بزفاف فاطمة وإن عليا يريد أهله فقر عين فاطمة ببعلها، وأجمع شملها وقر عيوننا بذلك فقال: فما بال علي لا يطلب مني زوجته فقد كنا نتوقع ذلك منه. قال علي (ع) فقلت: الحياء يمنعني يا رسول الله فالتفت صلى الله عليه وآله وسلم إلى النساء فقال من ها هنا فقالت أم سلمة: أنا أم سلمة وهذه زينب وهذه فلانة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هيؤوا لابنتي وابن عمي في بيتي حجرة فقالت أم سلمة: في أي حجرة يا رسول الله؟ فقال (ص): في حجرتك فأمر النبي أن يهيؤا طعام العرس وأمر بطحن البر وخبزه، وأمر عليا (ع) بذبح البقر والغنم. فكان النبي (ص) يفصل ولم ير على يده أثر دم، فلما فرغوا من الطبخ أمر النبي (ص) أن ينادي على رأس داره أجيبوا رسول الله وذلك كقوله تعالى: (وأذن في الناس بالحج) فأجابوا من النخلات والزروع فبسط النطوع في المسجد وصدر الناس وهم أكثر من أربعة آلاف رجل وسائر نساء المدينة، ورفعوا منها ما أرادوا، ولم ينقص من الطعام شئ ثم عادوا في اليوم الثاني فأكلوا، وفي اليوم الثالث فأكلوا، ثم دعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصحاف فملئت ووجه إلى منازل أزواجه، ثم أخذ صفحة وقال: هذه لفاطمة وبعلها وأمر نسائه