اضطربا شديدا حتى لم يتمالك موسى نفسه وبكى بكاء شديدا فقال الله تعالى: يا بن عمران تجيئ عندي فما سبب بكائك واضطرابك؟ فقال: يا رب جزعي واضطرابي لأجل أطفالي فإني رحيم بهم، فقال الله تعالى: اضرب بعصاك البحر فضرب فانفلق فظهر حجر عظيم ابيض فقال الله: اضرب بعصاك الحجر فضرب فانفلق فظهر حجر عظيم ابيض فقال الله: اضرب بعصاك الحجر فضرب فانفلق فخرج دود ضعيف كان في فمه ورق اخضر يأكله فقال الله: يا موسى انى ارزق هذا الدود الضعيف المستور في جوف الحجر الكائن في وسط البحر فهل أنسى أطفالك فطب نفسا فأنى احفظهم حفظا حسنا فقال موسى " ع " لملك المت: امض لما أمرت فقبض روحه الطيبة.
أقول: ان موسى " ع " لما تصرمت أيامه ودنى اجله كان يبكى لأهله ولعياله ولأطفاله رأفة بهم وشفقة عليهم خوفا من أن يضيعوا، ليت شعري ما حال سيدنا الحسين " ع " ساعة عزم على لقاء القوم بنفسه نظر إلى عياله وأطفاله وإذا هم بلا كفيل ولا راع ولا محامي، وقد أحاط بهم العدو وهو يعلم ما يجرى عليهم من السبي والأسر أقبل ليودعهم وقف ونادى يا زينب.
الخاتمة وفيه عن كتاب (زهرة الرياض) إذا فارقت الروح من البدن نودي بثلاث صيحات يا بن آدم تركت الدنيا أم الدنيا تركتك اجتمعت الدنيا أم الدنيا اجتمعتك قتلت الدنيا أم الدنيا قتلتك؟ وإذا وضع على المغتسل نودي بثلاث: أين بدنك القوى ما أضعفك؟ وأين لسانك الفصيح ما أسكتك؟ وأين أحباؤك ما أوحشك؟ وإذا لف في الكفن نودي بثلاث: تذهب إلى سفر بغير زاد، وتخرج من منزلك فلا ترجع ابدا، وتصير إلى بيت ما أهواله وإذا حمل على الجنازة نودي بثلاث طوبى لك ان كنت تائبا، وطوبى لك ان كنت تائبا، طوبى لك ان كنت تائبا، طوبى لك ان صحبك رضوان الله، الويل لك ان صحبك سخط الله، وإذا وضعت الجنازة على شفير القبر نودي بثلاث يا بن آدم ما تزودت من العمر ان لهذا الخراب، وما حملت من الغى لهذا الفقر، وما حملت من النور لهذه الظلمة.
وإذا وضع في اللحد نودي بثلاث يا بن آدم كنت على ظهري فرحا وصرت في بطني حزينا وكنت على ظهري ضاحكا فصرت في بطني باكيا وكنت على ظهري ناطقا وصورت في بطني ساكتا، وإذا ادبر الناس عنه يقول الله: عبدي بقيت وحيدا فريدا