الدفن، وكان على جبل قريب من الموضح زاهد مشهور فرأوه كالمنتظر للجنازة فقصد ليصلى على الجنازة، وقف ونادى أيها الناس الصلاة، فانتشر الخبر في البلدان فلان الزاهد نزل يصلى على فلان، فخرج أهل البلد فصلوا معه على الجنازة وتعجب الناس من صلاة الزاهد، فقيل له في ذلك؟ فقال: رأيت في المنام ان انزل في منزل الفلاني ترى فيه جنازة ليس معها أحد إلا امرأة فصل عليه فإنه مغفور له، فتعجب الناس من ذلك فاستدعى الزاهد امرأة الميت وسألها عن حاله فقالت: كان طول نهاره مشغولا بشرب الخمر فقال لها: هل تعرفين له شيئا من اعمال الخير؟ قالت: نعم ثلاثة، الأول: انه إذا افاق من سكره في أثناء الليل يبكى ويقول: يا رب أي زاوية من زوايا جهنم تريد ان تملاها بهذا الخبيث، الثاني، إذا أصبح كل يوم ويفيق من سكره فيبدل ثيابه ويغتسل ويتوضأ ويصلى الصبح، الثالث انه كان لا يخلو بيته من يتيم أو يتيمين وكان احسانه إليهم أكثر من احسانه إلى أولاده فبهذه الثلاثة غفر الله له، وامر العابد ان يصلى عليه فوقف العباد ونادى في الناس الصلاة، انتشر الخبر فحضر الناس وصلوا عليه ودفنوه.
يا للمسلمين اما حصل الغريب اما لغريب كربلا أحد ينادي الصلاة مات الغريب وهو إذ ذاك سيد الخلق وأشرفهم واتقى الله، وهو أبو الأرامل واليتامى بقي ثلاثة أيام بلا غسل ولا كفن ولا دفن.
بأبي القتيل وغسله علق الدما * وعليه من ارج الثنا كافور مقدمة وفيه عن كتاب (فتوحات القدس) ان موسى " ع ": رأى يوما ملك الموت فقال له جئت لزيارتي أم لقبض روحي؟ فقال: لقبض روحك فقال موسى: أمهلني حتى اذهب وأودع أهلي وعيالي فقال: لست مأمورا بالتأخير فقال: أمهلني حتى اسجد الله فأمهله فسجد فقال في سجوده: إلهي ومعبودي قل لملك الموت ان يمهلني حتى أودع أهلي وعيالي وأقربائي فأمر الله ملك الموت أن يمهله فجاء موسى إلى أمه فقال: يا أماه ان في قدامي سفرا بعيدا اجعليني من حقوقك في حل فقالت: أي سفر هذا؟ فقال: سفر الآخرة فبكت أمه وودعته، فجاء موسى " ع " عند عياله وأطفاله وودع كلا منهم وكان له طفل صغير وكان يحبه حبا شديدا رأى الطفل وداع أبيه اخذ بطرف ثوبه يبكى واضطرب