مقدمة قال النبي (ص): إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه وإلا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعون، وخطب أمير المؤمنين " ع " فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد، فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك، وانهم لما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، اعلموا إن الامر بالمعروف والنهى عن لمنكر لن يقربا أجلا، ولن يقطعا رزقا، ان الامر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله لها من زيادة أو نقصان.
وروى الكليني عن الصادق " ع ": إن الله بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقبلها على أهلها فلما انتهيا إلى المدينة وجدار جلا يدعو الله ويتضرع، فقال أحد الملكين لصاحبه أما ترى هذا الداعي؟ فقال: قد رأيته ولكن امض لما أمر به ربى فقال: لا أحدث شيئا حتى أراجع ربى فعاد إلى الله تبارك وتعالى فقال: يا رب انى انتهيت إلى المدينة فوجدت عبدك فلانا يدعوك، ويتضرع إليك فقال: امض لما أمرتك به فان ذا رجل لم يتمغر وجهه غيظا لي قط.
وعن الرضا " ع " قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا أمتي تواكلت الامر بالمعروف والنهى عن المنكر فليأذنوا بواقع من الله تعالى (بيان) تواكلت: أي اتكل كل واحد على الاخر ووكل الامر إليه، والوقاع: النازلة الشديدة أو الحرب.
وروى عن أبي عبد الله " ع " قال: كان رجل شيخ ناسك يعبد الله في بني إسرائيل فبينا هو يصلى وهو في عبادته إذ بصر بغلامين صبيين قد أخذا ديكا وهما ينتفان ريشه فأقبل على ما هو فيه من العبادة ولم ينههما عن ذلك، فأوحى الله إلى الأرض ان سيخي بعبدي فساخت به الأرض فهو يهوى في الدرك دون أبد الآبدين ودهر الداهرين.
وعنه " ع " قال: قال النبي (ص): كيف بكم إذا أفسدت نساؤكم، وفسق شبانكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر، فقيل له: ويكون ذلك يا رسول الله؟ فقال نعم، وشر من ذلك فكيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف، فقيل يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم وشر من ذلك فكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا