والحجة، لكن فاطمة البتول أخفته في قلبها وما أظهرته لاحد حتى قضت نحبها، فرآها علي (ع) في بعض الليالي في المنام أنها في الجنة قاعدة على سرير، وحوالي سريرها الحور العين واقفات في خدمتها منتظرين لأمرها، وجارية في غاية الحسن والكمال والجمال وتمام الدلال، مزينة بالحلل الراقية على يدها طبقين لنثارها، واقفة بين يديها منتظرة لأمرها.
فقال أمير المؤمنين (ع): يا فاطمة ومن هذه الجارية؟ قالت: هي ابنة سليمان أوقفوها في خدمتي، واعلم يا علي إن ذلك اليوم ذكرت لي من أبي حديث جهاز ابنة سليمان خطر في قلبي كذا وكذا فلذلك أوقفوها بين يدي كرامة لي وعوض لك من ذلك التاج الذي صاغه سليمان لصهره إن جعل بيدك لواء الحمد يوم القيامة. نعم من المناقب المسلمة لأمير المؤمنين (ع) عند الفريقين إن لواء الحمد يوم القيامة بيد علي بن أبي طالب (ع) والحسين (ع) قال في آخر خطبته يوم العاشر كما في (اللهوف) قال (ع):
فبم تستحلون دمي وأبي صلوات الله عليه الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء، ولواء الحمد في يد أبي يوم القيامة.
أقول: يا محبين سمعتم أن من بعض شؤنها أن ابنة سليمان خادمة لها يعز على فاطمة لو كانت حاضرة في مجلس يزيد لعنه الله حين قام الشامي وأشار إلى ابنة الحسين (ع).
مقدمة ومن مناظرات فضال ابن الحسن بن فضال مع أبي حنيفة هذه المناظرة، سأله الفضال عن قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) هذه الآية منسوخة أو غير منسوخة؟ قال أبو حنيفة: غير منسوخة قال: ما تقول في خير الناس بعد رسول الله (ص) أبو بكر وعمر أم علي بن أبي طالب؟ فقال أبو حنيفة أما علمت أنهما ضجيعا رسول الله في قبره فأي حجة تريد في فضلهما أفضل من هذه؟ فقال له الفضال: لقد ظلما إذا أوصيا بدفنهما بغير إذنه في موضع ليس لهما حق لقوله تعالى:
(لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم) وقد قلت هذه الآية غير منسوخة فإن قلت كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله (ص). أقول: لقد أساءا إذا رجعا في هبتهما ونكثا عهدهما، فاطرق أبو حنيفة ثم قال: لم يكن الموضع لهما خاصة ولكنهما نظرا في حق