عايشة وحفصة فاستحقا الدفن فيه لحقوق ابنتيهما بالإرث عن رسول الله. فقال له فضال: أنت تعلم أن النبي (ص) مات عن تسع زوجات، وكان لهن الثمن مكان ابنته فاطمة، فإذا لكل واحد منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر والحجرة كذا وكذا طولا وعرضا فيكف يتسحق الرجلان أكثر من ذلك وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان من رسول الله (ص) وفاطمة بنت رسول الله (ص) منعت الميراث؟ فقال أبو حنيفة: نحوه عني فإنه رافضي خبيث. يا لله من هذه المصيبة ترث عائشة من رسول الله وهي زوجته، وتمنع فاطمة من الإرث وهي من رسول الله بضعة يدفن فلان وفلان عند رسول الله ويمنع الحسن (ع) عن أن يدفن عند النبي وهو ريحانته وفلذة كبده:
وأبو علي الحسن الزكي بان يرى * مثواه حيث محمد مقبور مقدمة روى أنه وجد مكتوب على باب مدينة: يا بن آدم، عاقص الفرصة عند امكانها وكل الأمور إلى مدبرها، ولا تحمل على نفسك هم يوم لم يأتك، فإنه إن يكن من أجلك يأتي الله فيه برزقك، ولا تكن عبرة للناظرين، وأسوة بالمغرورين في جمع المال على المال فكم من جامع لبعل حليلته، وتقتير المرء على نفسه. توفير لخزانة غيره إنما يجمع المرء المال لاحد ثلاثة كلهم أعداؤه، أما زوج امرأته، أو زوجة ابنته فمال المرء لهؤلاء، إن تركه فالعاقل الناصح لنفسه الذي يأخذ معه زاد لاخرته، ولا يؤثر هؤلاء على نفسه.
قال سويد بن غفلة: دخلت على أمير المؤمنين (ع) داره فلم أر في البيت شيئا فقلت فأين الأثاث يا أمير المؤمنين؟ فقال: يا بن غفلة، نحن أهل البيت لا نتأثث في الدنيا تقلنا أجل متاعنا إلى الآخرة، فان مثلنا في الدنيا كراكب تحت شجرة ثم راح وتركها.
وقال سعد لسلمان (رض) في مرضه: كيف تجد نفسك؟ فبكى فقال: ما يبكيك؟
فقال: والله ما أبكى حزنا على الدنيا ولكن بكائي لان رسول الله (ص) قال: ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب فأخاف أن أكون قد تجاوزت ذلك وليس حوله في بيته غير مطهرة وإجانة وقصعة، وقال ثوبان: يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا؟ فقال: