في قبة خضراء يخرج إليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا وهو قوله عز وجل:
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) وما من أحد يفارق الدنيا يحب أن يرجع إلى الدنيا ساعة من النهار وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد فإنه يحب أن يرد إلى الدنيا فيقاتل في سبيل الله فيقتل مرة أخرى.
أسود الوغى غاياتهم أجم القنا * لهم في منون الصافنات مقيل ليوث لهم بيض الصفاح مخالب * غيوث لهم صب الدماء مسيل هذا مقامهم عند الله ولا يخفى أن أفضل الشهداء مقاما وأعلاهم مكانا أصحاب الحسين كما قال رسول الله (ص) حين أخبر بشهادة أهل بيته: وأما الحسين (ع) تنصره عصابة من المسلمين أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة، وفي خبر آخر في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل.
وفي خبر: ميثم أعلم أن الحسين (ع) سيد الشهداء يوم القيامة ولأصحابه على سائر الشهداء فضلا ودرجة، وخبر آخر من أمير المؤمنين قال: وخير الخلق وسيدهم بعد الحسن ابني أخوه الحسين (ع) المظلوم بعد أخيه المقتول في ارض كرب وبلا: ألا وإن أصحابه من سادات الشهداء يوم القيامة. وفي خبر ورد علي (ع) بكربلا قال: ها هنا والله مناخ ركاب ومصارع شهداء لا يسبقهم بالفضل من كان قبلهم، ولا يلحقهم من كان بعدهم، ولأنهم أفضل الشهداء خصهم الله بكرامات من بين جميع الشهداء، منها ما قاله الحسين لأصحابه: إن رسول الله قال لي: يا بني، إنك ستساق إلى العراق وهي ارض قد التقى بها النبيون وأوصياء النبيين، وهي ارض تدعى عمورا وإنك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد، وتلي رسول الله (يا نار كوني بردا وسلاما) منها ما قال الصادق (ع): إنه كشف لهم الغطاء ورأوا منازلهم من الجنة قبل برازهم، ومن أجل ذلك كان الرجل منهم يقدم على القتال ليبادر إلى منزله وحوره وقصوره في الجنة.
منها خبر أم أيمن فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولى الله قبض أرواحها بيده. منها ما قال كعب الأحبار: إن في كتابنا أن رجلا من ولد محمد رسول الله (ص) يقتل ومعه أصحابه ولا يخف عرق دواب أصحابه حتى يدخلوا الجنة فيعانقوا حور العين فمر بنا الحسن فقلنا هو هذا؟ قال: لا فمر بنا الحسين فقلنا هو هذا؟ قال: نعم منها