إلى أن قال تبارك وتعالى: (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجئ يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى) أي منفعة الذكرى (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) أي لحياتي هذه أو وقت حياتي في الدنيا أعمالا صالحة (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) يعني لا يعذب أحد بمثل عذابه ولا يوثق بمثل وثاقه.
سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أخبرني الروح الأمين إن الله لا إله غيره إذا برز الخلائق وجميع الأولين والآخرين أتي بجهنم تقاد بألف زمام بكل زمام مائة الف يقوده من الغلاظ الشداد، ولها هدة وغضب وزفير وشهيق وانها لتزفر زفرة فلولا إن الله أخرهم للحساب لأهلكت الجميع، ثم يخرج منها عنق يحيط بالخلائق البر منهم والفاجر ما خلق الله عبدا لمن عباد الله ملكا ولا نبيا إلا وينادي رب نفسي نفسي، وأنت يا نبي الله تنادي أمتي أمتي، ثم يوضع عليها الصراط أدق من الشعر، أحد من حد السيف عليه ثلاث قناطر: وأما واحدة فعليها الأمانة والرحم، والثانية فعليها الصلاة والثالثة فعليها رب العالمين لا إله غيره فيكلفون الممر عليها فيحبسهم الرحم والأمانة فان نجوا منها حبستهم الصلاة فان نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قوله تعالى (إن ربك لبالمرصاد) والناس على الصراط فمتعلق بيد ومستمسك بقدم والملائكة حولها ينادون يا حليم اعف واصفح وعد بفضلك وسلم والناس يتهافتون في النار كالفراش، فإذا مجى ناج برحمة الله مر بها فقال: الحمد لله وبنعمته تتم الصالحات وتزكوا الحسنات، والحمد لله الذي نجاني منك بعد أياس بمنه وفضله إن ربنا لغفور شكور إلى أن قال تبارك وتعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي).
(في الصافي) عن الصادق (ع): إنه سئل هل يكره المؤمن على قبض روحه؟ قال:
لا والله إنه إذا أتاه ملك الموت ليقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت:
يا ولي الله لا تجزع فوالذي بعث محمدا (ص) لأنا ابر بك واشفق عليك من والد رحيم لو حضرك افتح عينيك فأنظر. قال: ويمثل له رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام رفقاؤك فيفتح عينيه