وقال فمن مولاكم وليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا إلهك مولانا وأنت ولينا * ولم تجدن منا لك اليوم عاصيا فقال له قم يا علي فأنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا فخص بها دون البرية كلها * عليا وسماه الغدير اخائيا فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له اتباع صدق مواليا هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادا عليا معاديا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ولا زلت يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك وسأل الصادق (ع): عن هذه الآية (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) فقال (ع): النعمة ولاية أمير المؤمنين يعرفونها يوم الغدير، وينكرونها يوم السقيفة ولقد أنكروه أشد الانكار حتى بلغ انكارهم بأن شتموه ولعنوه وسبوه في المجالس والمحافل والمنابر وبلغوا من ذلك بحيث إن إبليس لعنه الله مع شقاوته أنكر عليهم وعيرهم.
في الأمالي لشيخنا الصدوق (ره) مر إبليس بنفر يسبون عليا (ع) فوقف أمامهم فقال القوم: من الذي وقف أمامهم؟ فقال: أنا أبو مروة قالوا: ما تسمع كلامنا؟ فقال سوئة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب؟ فقالوا له: من أين علمت إنه مولانا؟
قال: من قول نبيكم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأنصر من نصره وأخذل من خذله فقالوا: أنت من مواليه وشيعته فقال: ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكني أحبه وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد فقالوا له:
يا أبا مرة فتقول في علي شيئا من فضائله فقال لهم: اسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت الله عز وجل في الجان أثني عشر الف سنة، فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عز وجل الوحدة فعرج بي إلى السماء فعبدت الله في السماء الدنيا أثني عشر الف سنة أخرى في جملة الملائكة فبينا نحن كذلك نسبح الله عز وجل ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني فخرت لذلك النور سجدا وقالوا: سبوح قدوس نور ملك مقرب أو نبي مرسل فإذا النداء من قبل الله جل جلاله لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل هذا نور علي بن أبي طالب.
والحاصل مكث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام في ذلك المكان حتى تمت له البيعة من الناس، وبايع الناس لأمير المؤمنين (ع) وفي كتاب نزهة المجالس عن القرطبي في تفسير