قصدوا أباها وهموا بقتله بكت واضطربت، فما حال يتيمة الحسين حين نظرت إلى أبيها وهو جثة بلا رأس الخ.
دخل النبي الطائف فرى عتبة وشيبة جالسين على السرير فهموا بإيذائه وأهانته فلما قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منها خر السرير ووقعا على الأرض فقالا عجز سحرك عن أهل مكة فأتيت الطائف فألزم نفسه الصبر فقعدوا وذكروا الله وكذبوه فقال صلى الله عليه وآله وسلم: لقد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكرهم إلهي فأنزل الله (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما منا من لغوب فأصبر على ما يقولون) فصبر في جميع أحواله اجتمعت قريش في دار الندوة فقال لهم الوليد بن المغيرة المخزومي:
يا قوم إنكم ذوا أحساب وذوا أحلام وأن العرب يأتونكم وينزلون في بلدتكم ويرون محمدا بين أظهركم ويسألونكم عن أمره وشؤونه فأجمعوا أمركم ورأيكم على جواب واحد حتى لا ينطلقون من عندكم على أمر مختلف فقالوا: إذا سألونا عن حاله نقول: إنه شاعر قال:
قد سمعنا الشعر فما يشبه قوله بالشعر فقالوا: نقول إنه كاهن قال: إذا تأتونه فلا تجدونه يحدث بما تحدث به الكهنة قالوا نقول: إنه لمجنون قال: ما نراه يتكلم بما يتكلم به المجنون من الهجر وأمثال ذلك قالوا: نقول إنه لساحر قال: وما الساحر؟ قالوا: هم بشر وطائفة يحببون بين المتباغضين ويبغضون بين المتحابين قال: فهو ساحر فخرجوا فكان لا يلقى أحد منهم النبي إلا ويقول له: يا ساحر يا ساحر واشتد على رسول الله (ص) ذلك فنزل عليه (يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر، وثيابك فطهر والرجز فاهجر، ولا تمنن تستكثر ولربك فأصبر) فصبر (ص) وجاء إليه قوم من مشركي قريش وقالوا: يا محمد ما وجد الله رسولا غيرك ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول فائتنا بمن يشهد إنك رسول الله قال رسول الله: الله شهيد بيني وبينكم، وقال الوليد بن المغيرة: لو كانت النبوة حقا لكنت أولى بها منك لأنني أكبر منك سنا وأكثر منك مالا وقال جماعة: لم لم يرسل رسول من مكة أو من الطائف عظيما يعني أبا جهل أو عبد مناف وقال أبو جهل: زاحمنا بنو عبد مناف في الشرف حتى قالوا منا نبي يوحى إليه والله لا نؤمن به ولا نتبعه أبدا إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه. قال الصادق (ع): إن رسول الله (ص) كان من أحسن الناس صوتا بالقرآن فإذا قام من الليل يصلي جاء أبو جهل والمشركين يستمعون قرائته، فإذا قال: بسم الله الرحمن الرحيم وضعوا