بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨٥ - الصفحة ٢٧٢
ومنها ما رواه الكليني (1) والشيخ رضي الله عنهما في الصحيح (2) عن محمد ابن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: وأما إذا كثر عليك السهو فامض على صلاتك، فإنه يوشك أن يدعك، إنما هو الشيطان، ورواه الصدوق - ره - (3) باسناده عن محمد بن مسلم لكن فيه مكان " فامض في صلاتك " قوله: " فدعه " وسنده إلى كتاب محمد بن مسلم وإن كان فيه جهالة (4) لكن كتابه كان أشهر من أكثر الأصول، وأيضا سنده إلى كتاب العلاء صحيح وهو داخل في هذا السند، وفي هذا الحديث وإن كان لا يحتاج إلى هذا، ولكن إنما تعرضنا لذلك لتعلم ما تتقوى به الأسانيد في ساير المقامات التي تحتاج إلى ذلك.
ومنها ما رواه الشيخ (5) باسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن ابن سنان عن غير واحد (6) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وأما إذا كثر عليك السهو فامض في صلاتك.

(١) الكافي ج ١ ص ٣٥٩.
(٢) التهذيب ج ١ ص ٢٣٤.
(٣) الفقيه ج ١ ص ٢٢٤.
(٤) قال في المشيخة، وما كان عن محمد بن مسلم الثقفي، فقد رويته عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، والجهالة بالاهمال بعلى بن أحمد وأبيه وهما غير مذكورين في كتب الرجال ويحتمل أن يكون المراد بأحمد بن عبد الله، أحمد بن عبد الله بن ابنة أحمد بن أبي عبد الله البرقي، وهو أحد العدة في الكافي في اسناده عن البرقي فتكون لفظة " بنت " ساقطة عن نسخ المشيخة.
(٥) التهذيب ج ١ ص ٢٣٤.
(6) قال المؤلف العلامة في بعض كلامه: في هذا الخبر وإن كان ارسال لكنه لا يقصر عن الصحيح، إذ ابن سنان هو عبد الله الثقة لرواية فضالة عنه، ولم يعهد روايته عن محمد وارسال مثل ابن سنان مع جلالته عن غير واحد يخرجه عن الارسال. مع أن في الخير فضالة وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح أخباره، وان قيل مكانه عثمان بن عيسى، وقد عرفت أنه ذهب جماعة من المحققين منهم والدي العلامة - نور الله ضرايحهم - إلى أن معنى اجماع العصابة على تصحيح أخبار رجل أنه لا يلزم النظر إلى من بعده من رجال السند ويكفى لصحة الحديث صحة الطريق إليه، ولعله أقوى مما فهمه الأكثر من أنه مؤكد للتوثيق، إذ ليس فيه كثير فائدة.
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست