في قلوب مؤمني أمتي، فمؤمنوا أمتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة ألا فلو أن الرجل من أمتي عبد الله عز وجل عمره أيام الدنيا ثم لقي الله عز وجل مبغضا لأهل بيتي وشيعتي ما فرج الله صدره إلا عن نفاق (1).
14 - بشارة المصطفى: عن محمد بن علي بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جده، عن أحمد بن محمد بن عباد الرازي، عن عبد العظيم مثله إلا أن فيه فهبط بي إلى الأرض ونسبني لأهل الأرض إلى قوله: في قلوب أهل الأرض إلى قوله: عدة أيام الدنيا إلى قوله: ما فرج الله قلبه إلا عن النفاق (2).
توضيح: " فجعل له عرصة " العرصة كل بقعة بين الدور واسعة، ليس فيها بناء والظاهر أنه عليه السلام شبه الاسلام برجل لا بدار كما زعم، وشبه القرآن بعرصة يجول الاسلام فيه، وشبه الحكمة والعلوم الحقة بسراج ونور يستنير به الاسلام أو يبصر به صاحبه، فان بالعلم يظهر حقائق الاسلام وأوامره ونواهيه و أحكامه " وأما حصنه فالمعروف " أي الاحسان أو ما عرف بالعقل والشرع حسنه كما هو المراد في الامر بالمعروف، فإنه بكل من المعنيين يكون سببا لحفظ الاسلام وبقائه، وعدم تطرق شياطين الإنس والجن للخلل فيه، أو المراد به الامر بالمعروف فالتشبيه أظهر.
وأما كونهم عليهم السلام وشيعتهم أنصار الاسلام فهو ظاهر، وغيرهم يخربون الاسلام ويضيعونه " فنسبني " أي ذكر نسبي أو وصفني وذكر نبوتي ومناقبي وأما ذكر نسبه لأهل الأرض فبالآيات التي أنزلها فيه، وفي أهل بيته، ويقرؤها الناس إلى يوم القيامة، أو ذكر فضله ونادى به بحيث سمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء، كنداء إبراهيم عليه السلام بالحج، وقيل لما وجبت الصلوات الخمس في المعراج فلما هبط صلى الله عليه وآله علمها الناس، وكان من أفعالها الصلاة على محمد وآله في التشهد فدلهم بذلك على أنهم أفضل الخلق، لأنه لو كان غيرهم أفضل لكانت الصلاة عليهم أوجب، والأول أظهر.